إلّا مع صلة وعائد ، فقولنا : اسم كالجنس / وقولنا : لا يتم جزءا إلّا بصلة ، يخرج ما يتمّ جزءا بدون الصلة نحو : زيد ورجل وقولنا : وعائد ، يخرج مثل : إذ وإذا ، لأنّه وإن لم يتمّ جزءا من الكلام إلّا بصلة فإنّه بلا عائد ، فمثال الموصول مسندا قولك : زيد الذي قام أبوه ، ومثاله مسندا إليه : الذي قام أبوه زيد ، ومثاله مضافا إليه : غلام الذي قام أبوه عمرو ، ومثاله تابعا : مررت بزيد الذي أبوه قائم ، ويجب أن تكون صلة الموصول جملة خبريّة ولا موضع لها من الإعراب (١) لكونها كالجزء من الموصول ، وإنّما وجب أن تكون جملة ، لأنّ «الذي» وضع وصلة إلى وصف المعارف بالجمل التي هي نكرات في الأصل ، ووجب أن تكون خبريّة لأنّ الموصول يخبر به وعنه ، ولو كانت الجملة الإنشائيّة جزءا منه لما صحّ منه ذلك ، ولأنّ الصلة يجب أن تكون موضّحة للموصول ، وما عدا الخبريّة كالأمر والنهي وغيرهما. من الجمل الإنشائيّة غير موضّح (٢) ، ويشترط في الصلة أيضا ، أن تكون معلومة للمخاطب ، لأنّها لو كانت مجهولة لم تكن موضّحة ، ويشترط أن يكون فيها عائد (٣) وهو ضمير في الصلة يعود إلى الموصول ، لأنّ الصلة جملة مستقلّة فافتقرت إلى العائد ، ليحصل به ربط الصلة بالموصول ، والضمير العائد المذكور يجوز حذفه (٤) إذا كان مفعولا ، نحو قوله تعالى : (فيها ما تشتهي الأنفس) (٥) أي ما تشتهيه ، لحصول العلم به مع كونه فضلة ، ولم يجز ذلك في الضمير المرفوع والمجرور لكون المرفوع فاعلا وامتناع حذف الفاعل ، واستلزام حذف المجرور ، كثرة الحذف أعني الجار والمجرور (٦)(٧).
__________________
(١) مغنى اللبيب ، ٢ / ٤٠٩.
(٢) شرح الكافية ، ٢ / ٣٢.
(٣) شرح الأشموني ، ١ / ١٦٢.
(٤) الكافية ، ٤٠٥.
(٥) من الآية ٧١ من سورة الزخرف. وقد قرأ نافع وابن عامر وحفص بالهاء ، والباقون بغير هاء الكشف ، ٢ / ٢٦٢ والاتحاف ، ٣٨٧.
(٦) في شرح المفصل ، ٣ / ١٥٢ ولا يحذف هذا الراجع إلا بمجموع ثلاث شرائط : أحدها ، أن يكون ضميرا منصوبا لا ضميرا مرفوعا ولا مجرورا ، لأن المفعول كالفضلة في الكلام والمستغنى عنه. وأن يكون الراجع متصلا لا منفصلا لكثرة حروف المنفصل وأن يكون على حذفه دليل.
(٧) بعدها في الأصل مشطوب عليه : وفيه نظر لجواز أن يكون المرفوع مبتدأ ويجوز حذفه عند طول الصلة نحو : ما أنا بالذي قائل لك سوءا ولجواز حذف الجار والمجرور معا كقوله : ـ