ثم حذفت الهمزة وجعلا اسما واحدا للفعل (١) بمنزلة باقي أسماء الأفعال نحو : رويد ، ونزال ، وهي عند الحجازيين على لفظ واحد في التثنية والجمع والتذكير والتأنيث ، وبنو تميم يقولون : هلمّا هلمّوا هلممن ، ويلحقونها نون التأكيد أيضا نحو : هلمّنّ وهلمنّ يا هذه وهلمانّ وهلمنّ يا هؤلاء ، وهلممنانّ يا نساء (٢) واعلم أنّ هلمّ على وجهين : (٣) متعديّة وغير متعديّة ، فالمتعديّة بمعنى أحضر وقرّب نحو قوله تعالى : (هَلُمَّ شُهَداءَكُمُ)(٤) فإنّه من القسم المتعدي أي : أحضروا شهداءكم ، وغير المتعدي بمعنى : تعال وأقبل نحو قوله تعالى : (هَلُمَّ إِلَيْنا)(٥) فإنّه من القبيل الذي لا يتعدّى أي : تقرّب إلينا (٦).
فصل (٧)
ومن المبنيّات ما يوافق فعال في الصيغة فذكروه هنا وإن لم يكن من أسماء الأفعال لئلا يطول بإفراد باب له وهو على ثلاثة أضرب :
الضرب الأول : ما هو اسم للمصدر المعرفة نحو : فجار علما للفجور ، وهو مبنيّ لمشابهته فعال ـ الذي هو اسم الفعل ـ من حيث الزنة والعدل ؛ لأنّ فجار معدولة عن الفجور لفظا ومعنى (٨).
الضرب الثاني : ما هو في معنى الصفة في النّداء ، مثل : يا فساق ويا خباث وهو أيضا مبنيّ للزنة والعدل ، لأنّ فساق مثلا معدول عن فاسقة وهو معرفة أيضا ، لجواز وصفه بالمعرفة كقولك : يا فساق الخبيثة.
__________________
(١) قال ابن يعيش في شرح المفصل ، ٤ / ٤١ ـ ٤٢ وقد أنكر بعضهم ذلك وقال : إنه ضعيف من جهة المعنى إذ كانت هل للاستفهام ولا مدخل للاستفهام هاهنا ، والقول إن هل التي ركّبت مع أم ليست التي للاستفهام وإنما هي للزجر والحثّ.
(٢) الكتاب ، ١ / ٢٥٢ ـ ٣ / ٣٣٢ ـ ٥٢٩.
(٣) المفصل ، ١٥٢.
(٤) من الآية ١٥٠ من سورة الأنعام.
(٥) من الآية ١٨ من سورة الأحزاب.
(٦) شرح المفصل ، ٤ / ٤٣ وحاشية الصبان ، ٣ / ٢٠٦.
(٧) الكافية ، ٤٠٦.
(٨) شرح الوافية ، ٢٩٤ وانظر شرح المفصل ، ٤ / ٥٣.