ثلاثة أوجه : نصب عمة ، وجرّها ، ورفعها ، فالنصب بأن تكون كم للاستفهام والجرّ بأن تكون خبريّة ، وكم مبتدأ في الصورتين ، والرفع بأن تكون عمة مبتدأ نكرة موصوفة بقوله : لك ، وقد حلبت ، خبرها (١) وكم في هذا الوجه في محلّ النصب على أنّها مصدر أو ظرف ، والتقدير كم حلبة أو حلبة عمة لك وخالة قد حلبت ، أو كم وقت أو وقتا عمة لك وخالة قد حلبت ، فالمميّز أعني حلبة أو وقت محذوف ، ومحلّهما إمّا الجرّ على أنّ كم خبريّة ، أو النصب على أنها استفهامية ، وبعد ذلك عمة وهي نكرة موصوفة مرفوعة بالابتداء ، وقد حلبت الخبر.
ويحذف المميّز (٢) للعلم به نحو : كم مالك؟ في الاستفهاميّة أي : كم درهما مالك؟ وكم هنا ، في محل الرفع على الابتداء ، ونحو : كم ضربت في الخبريّة ، أي كم ضربة أو مرة ضربت (٣) وكم في محل النصب على المصدر أو الظّرف.
ذكر الظروف المبنيّة (٤)
وهي ثامن المبنيّات ، والظرف يكون معربا كما تقدّم في المنصوبات (٥) ومبنيا وهو المراد هاهنا ، والبناء في الظروف إمّا بقطعها عن الإضافة كما سنمثل ، وإمّا بالإضافة إلى غير المتمكّن كيومئذ ، وشرط بناء ما قطع عن الإضافة أن يكون المضاف إليه مرادا ، فإن قطع ولم يكن المضاف إليه مرادا أعرب.
نحو قوله : (٦)
__________________
(١) قال الأشموني في شرحه على الألفيّة ، ٤ / ٨١ وأمّا الرفع فعلى أنه مبتدأ وإن كان نكرة ، لأنّها قد وصفت بلك ، وبفدعاء محذوفة ، مدلول عليها بالمذكورة كما حذفت لك من صفة خالة مدلولا عليها بلك الأولى ، والخبر قد حلبت ، ولا بدّ من تقدير قد حلبت أخرى لأنّ المخبر عنه حينئذ متعدد ، لفظا ومعنى ، نظير زينب وهند قامت ، وكم على هذا الوجه ظرف أو مصدر والتمييز محذوف أي كم وقت أو حلبة.
(٢) الكافية ، ٤٠٧.
(٣) شرح الوافية ، ٣٠٠.
(٤) الكافية ، ٤٠٧.
(٥) في الصفحة ١٧٧.
(٦) ورد منسوبا لعبد الله بن يعرب في شرح الشواهد ، ٢ / ٢٦٩ وليزيد بن الصّعق في خزانة الأدب ، ١ / ٤٢٩ ، ومن غير نسبة في شرح المفصل ، ٤ / ٨٨ وشرح الكافية ، ٢ / ١٠٢ وشرح شذور الذهب ، ١٠٤ وهمع الهوامع ، ١ / ٢١٠ وشرح الأشموني ، ٢ / ٦٩ وعن أبي عمرو الحميم مكان الفرات.