فوجب تأنيث الفعل حيث ثبتت ، ولم يجز حيث سقطت ، وإذا أسند الفعل إلى ضمير جمع من يعقل غير المذكّر السّالم (١) جاز فيه : فعلت وفعلوا ، نحو : الرجال خرجت باعتبار الجماعة ، وخرجوا باعتبار الجمع ، وأمّا جمع المذكّر السّالم فلا يجوز في ضميره إلّا الواو فقط كقولك : المسلمون قدموا ، ولا يجوز أن يقال : الزيدون قدمت ، وكذلك ما أشبهه. وإذا أسند الفعل إلى ضمير جمع غير المذكّر العاقل جاز فيه فعلت وفعلن ، وغير المذكّر العاقل ثلاثة أنواع وهي : جمع المؤنّث اللفظي ، وجمع المؤنّث التقديري ، وجمع المذكّر غير العاقل ، فإنّ هذه الجموع إذا أسندت (٢) الفعل إلى ضمائرها ، جاز فيه الأمران تقول : [المسلمات والليالي والهندات والعيون والأيام حسنت وحسنّ](٣) وأمّا حكم الضمائر ، فيجوز في ضمير جمع المذكّر العاقل المكسّر نحو : الرجال ، أن تقول ضربتهم وضربتها ، وفي ضمير جمع غير المذكّر العاقل وهو الأنواع الثلاثة المذكورة أعني المؤنث اللفظيّ والمؤنث التقديري ، والمذكّر الغير العاقل ، أن تقول : المسلمات والليالي والهندات والعيون والأيام أكرمتهنّ وأكرمتها ، وأما في ضمير جمع المذكّر السالم ، نحو : المسلمين والزيدين فلا يجوز أن تقول غير أكرمتهم فقط ، فحاصل ذلك ، أنّ أكرمتهنّ تختصّ بالأنواع الثلاثة المذكورة ، وأكرمتها مشترك بين الأنواع الثلاثة ، وبين الجمع المكسّر للمذكّر العاقل ، وأكرمتهم مشترك بين جمع المذكّر السّالم والجمع المكسّر للمذكّر العاقل المذكور (٤).
ذكر التثنية (٥)
اعلم أن التثنية أصلها العطف بدليل أنّ الشّاعر إذا اضطر راجع الأصل كقوله : (٦)
__________________
(١) الكافية ، ٤١٠.
(٢) غير واضحة في الأصل.
(٣) ما بين المعقوفين غير واضحة في الأصل. وانظر شرح الوافية ، ٣١٥.
(٤) غير واضحة في الأصل. وانظر شرح الكافية ، ٢ / ١٧٠ ـ ١٨٠.
(٥) الكافية ، ٤١٠.
(٦) الرجز لمنظور بن مرثد الأسدي نسب له في الجمهرة ، ١ / ٩٥ ، سك. وورد من غير نسبة في أمالي ابن ـ ـ الشجري ، ١ / ١٠ والمخصص ، ١١ / ٢٠٠ ـ ١٣ / ٣٩ وشرح المفصل ، ٤ / ١٣٨ ـ ٨ / ٩١ والمساعد ، ١ / ٤٢ وشرح الكافية ، ٢ / ١٧٣ ونسب لرؤبة في ملحقات ديوانه ، ١ / ١٩١ السك : نوع من الطيب ، ذبحت أي شققت وفتقت.