سلم فيه بناء الواحد ونظمه ، وإمّا مكسّر ؛ وهو ما لم يسلم فيه ، والصحيح إمّا لمؤنّث ويأتي بيانه ، وإمّا لمذكّر.
ذكر جمع المذكّر السّالم (١)
وهو ما لحقته واو مضموم ما قبلها رفعا ، أو ياء مكسور ما قبلها نصبا وجرّا ونون مفتوحة ، ليدلّ على أنّ معه أكثر من جنسه ، نحو : هؤلاء الزيدون ، ورأيت الزيدين ومررت بالزيدين ، والنون فيه عوض من حركة الواحد وتنوينه ، وحرّكت لالتقاء الساكنين فتحا طلبا للتخفيف ، وللفرق بينها وبين نون التثنية ، وشرط هذا الجمع في الاسم أن يكون مذكّرا علما عاقلا (٢) فيجمع نحو : زيد وعمرو ولا يجمع نحو : لا حق (٣) وشذقم (٤) ، لكونه لغير عاقل ، وعلم بقوله : مذكّر ، أنّ ما فيه تاء التأنيث لا يجمع كذلك ، نحو : طلحة وحمزة / فإنّه يجمع بالألف والتاء نحو : طلحة وطلحات (٥) وإن كان صفة ، فشرطه أن يكون مذكّرا عالما ، وإنّما قال : (٦) عالما ، ولم يقل عاقلا ؛ ليدخل فيه صفات البارىء تعالى نحو : (فَنِعْمَ الْماهِدُونَ)(٧)
__________________
(١) الكافية ، ٤١١.
(٢) الكافية ، ٤١١.
(٣) اسم فرس لمعاوية بن أبي سفيان القاموس المحيط ، لحق.
(٤) كجعفر ، فحل للنعمان بن المنذر القاموس المحيط ، شدقم.
(٥) وخالف الكوفيون في هذا الشرط فجوزوا جمع ذي التاء بالواو والنون مطلقا. انظر الهمع ، ١ / ٤٥ وشرح الأشموني ، ١ / ٨١.
(٦) لعل مراده ما ذكره ابن الحاجب في شرح الوافية ، ٣١٧ إذ قال :
فالذكر اسما علما ذوفهم |
|
وفي الصفات عالم بعلم |
أو ما نص عليه صاحب المفصل من قبل ١٨٨ إذ قال : فالذي بالواو والنون لمن يعلم في صفاته وأعلامه كالمسلمين والزيدين. وقد بين ابن يعيش ذلك بقوله : وإنما قال لمن يعلم ، ولم يقل لمن يعقل ، لأنّ هذا الجمع قد وقع على القديم سبحانه نحو قوله : والأرض فرشناها فنعم الماهدون ـ ٤٨ الذاريات ـ «وقوله : أم نحن الخالقون ـ ٥٩ الواقعة وقوله أم نحن الزارعون ـ ٦٤ الواقعة ـ وهو كثير ، فلذلك عدل عن اشتراط العقل إلى العلم لأنّ البارىء يوصف بالعلم ولا يوصف بالعقل. انظر شرح المفصل ، ٥ / ٣ وذهب جمهور النحويين إلى اشتراط التذكير والعقل بدون العلم ، وقالوا : إنّ هذه الجموع سماعية ملحقة بجمع المذكّر السّالم ولا يقاس عليها فلا يقال : الرحيمون ولا الحكيمون. انظر همع الهوامع ، ١ / ٤٦ وشرح الأشموني ، ومعه حاشية الصبان ، ١ / ٨١.
(٧) من الآية ٤٨ من سورة الذاريات.