مثل : ضرب فهو ضارب وقعد فهو قاعد (١) وأمّا ما جاء من الفعل الثلاثي المذكور على خلاف ذلك فمسموع ولا يقاس (٢) عليه ، وذلك نحو عتق العبد فهو عتيق.
ذكر اسم الفاعل من غير الثلاثي (٣)
ويأتي منه على صيغة المضارع وهو أن يحذف حرف المضارعة ويجعل موضعه ميم ، مثل : مكرم من يكرم ، ومنطلق من ينطلق ، ومدحرج من يدحرج ، ومستخرج من يستخرج ، وهذه الميم في اسم الفاعل لا تكون (٤) إلا مضمومة سواء كان حرف المضارعة مضموما نحو : يخرج ، أو مفتوحا : نحو يستخرج فإنك تقول : مخرج ومستخرج بضم الميم فيهما ، وما قبل آخر اسم الفاعل المذكور لا يكون إلّا مكسورا نحو كسرة اللام في منطلق ، والراء في مدحرج ومستخرج (٥) فرقا بينه وبين المفعول ، وأمّا ما جاء من أسماء الفاعلين من هذا الباب على صيغة اسم الفاعل من الفعل الثلاثي فشاذ يؤخذ بالسّماع ، وذلك نحو : وارق من أورق العود ، وما حل من محل البلد ، وعاشب من أعشب المكان ، ويافع من أيفع الغلام ، فإنّ قياس ذلك ، أن يكون اسم الفاعل منه على مفعل لا على فاعل.
ذكر عمل اسم الفاعل (٦)
وهو يعمل عمل فعله المضارع المبنيّ للفاعل ، لكن يشترط لعمله أن يكون بمعنى الحال أو الاستقبال مع اعتماده على صاحبه ، أو على همزة استفهام ، أو ما النافية ، أما اشتراط كون اسم الفاعل المذكور بمعنى الحال أو الاستقبال ، فلأنّه إنّما عمل لمشابهة الفعل المضارع في الموازنة والدلالة على المصدر (٧) فضارب
__________________
(١) المقتضب ، ٢ / ١١٣ وشرح المفصل ، ٦ / ٦٨.
(٢) في الأصل يقياس.
(٣) الكافية ، ٤١٢.
(٤) في الأصل لا يكون.
(٥) شرح الوافية ، ٣٢٤ وانظر الكتاب ، ٤ / ٢٨٢ والمقتضب ، ١ / ٧٤ وشرح المفصل ، ٦ / ٨٦ وشرح الكافية ، ٢ / ١٩٩.
(٦) الكافية ، ٤١٢.
(٧) شرح الوافية ، ٣٢٤ وشرح المفصل ، ٦ / ٦٨ والتسهيل ، ١٣٦.