عمرا وضارب لعمرو / وإنّما كان كذلك لأنّ أصل العمل إنّما هو للأفعال كما أنّ أصل الإعراب إنما هو للأسماء ، فكلّ منهما فرع على الآخر فيما هو أصل فيه ، والفروع أبدا منحطة عن الأصول ، فلذلك جاز تقوية اسم الفاعل بحرف الجرّ ، ولم يجز في الفعل لكون اسم الفاعل أضعف منه ، هذا إذا تأخّر المفعول عن الفعل ، فإن تقدّم عليه جاز إدخال اللّام تقوية لهما (١) تقول : لزيد عمرو ضارب ، ولزيد ضربت قال الله تعالى : (إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّءْيا تَعْبُرُونَ)(٢) وإذا جاءت اللّام في اسم الفاعل نحو : الضارب والقاتل ، عمل ، وإن كان بمعنى المضي ، لأنّها موصولة ، وأصل صلتها صريح الفعل وإنّما سبك (٣) اسم فاعل ليناسب اللّام التي معناها معنى لام التعريف ، فمن ثمّ قوي إعمال اسم الفاعل معها وإن كان بمعنى المضيّ (٤).
ذكر أبنية المبالغة (٥)
وهي : فعول كضروب ، وفعّال كضرّاب ، وفعيل كسميع ، وفعل كحذر ، ومفعال كمضراب ، وهي مثل اسم الفاعل في العمل (٦) نحو : زيد ضرّاب أبوه عمرا ، وإنّما عملت هذه ، وإن فات ما ذكرناه من الزنة ، لأنّ فيها من معنى المبالغة ما يقوم مقام ذلك الشّبه ، مع أنها لم تعمل بدون اللّام إلّا إذا كانت بمعنى الحال أو الاستقبال (٧). ومثنّى اسم الفاعل ومجموعه مثل مفرده في العمل تقول : الزيدان ضاربان عمرا ، والزيدون ضاربون عمرا الآن أو غدا ، ويجوز حذف نوني تثنية اسم الفاعل وجمعه السّالم المعرّفين مع العمل أي مع نصب ما بعدهما نحو قول الشّاعر : (٨)
__________________
(١) شرح الكافية ، ٢ / ٢٠١ ـ ٢٠٢.
(٢) من الآية ٤٣ من سورة يوسف.
(٣) غير واضحة في الأصل.
(٤) شرح الوافية ، ٣٢٥ وانظر شرح المفصل ، ٦ / ٧٦.
(٥) الكافية ، ٤١٢.
(٦) الكتاب ، ١ / ١١٠ والمقتضب ، ٢ / ١١٥ ـ ١١٦.
(٧) شرح المفصل ، ٦ / ٧٠ وشرح الكافية ، ٢ / ٢٠٣.
(٨) البيت اختلف حول قائله فقيل : هو لقيس بن الخطيم وقيل لعمرو بن امرىء القيس الخزرجي وقد ورد في ديوان قيس بن الخطيم ، ٤٥ وروي منسوبا له في الحلل ، ١٢٢ وروي منسوبا لعمرو في الكتاب ، ١ / ١٨٦