فصل (١)
وإذا كان في الاسم تاء التأنيث فهي إمّا ظاهرة وإمّا مقدّرة ، فالظاهرة تثبت ولا تحذف ، وطريق تصغيره أن تصغّر ما قبل علامة التأنيث ولا تعتدّ بها من حروف الكلمة ثم تضمّ إليها العلامة كما تفعل بالمركّب لأنّها بمنزلته ، فيقال في طلحة طليحة (٢) والمقدّرة تثبت ظاهرة ، في كل ثلاثي (٣) نحو : شميسة إلّا ما شذّ من نحو : عريس (٤) ولا تثبت في الرباعي فما فوقه فرارا من الثقل لكثرة حروف الكلمة ، ولأنّ الحرف الرابع قد نزّل منزلة تاء التأنيث فتقول في عقرب : عقيرب بغير تاء التأنيث إلّا ما شذّ من نحو : قديديمة في تصغير قدّام (٥) وأمّا ألف التأنيث فإذا كانت مقصورة رابعة ثبتت كقولك : حبيلى في تصغير حبلى (٦) وسقطت خامسة فصاعدا (٧) كقولك : قريقر في تصغير قرقرى ، وهو اسم موضع (٨) وأمّا نحو : خنفساء فتصغيرها (٩) خنيفساء بثبوت الألف لقوتها بالحركة (١٠).
فصل (١١)
وإذا صغّرت ما رابعه حرف زائد من حروف المدّ واللين نحو : مصباح
__________________
(١) المفصل ، ٢٠٤.
(٢) الكتاب ، ٣ / ٤١٨ ـ ٤١٩ وإيضاح المفصل ، ١ / ٥٧٩ وشرح المفصل ، ٥ / ١٢٧.
(٣) قال ابن يعيش في شرح المفصل ، ٥ / ١٢٧ : وإنما لحقت التاء في تحقير كلّ اسم مؤنث ثلاثي لأمرين أحدهما : أن أصل التأنيث أن يكون بعلامة والآخر : خفة الثلاثي ، فلما اجتمع هذان الأمران وكان التصغير قد يردّ الأشياء إلى أصولها فأظهروا العلامة المقدّرة لذلك.
(٤) انظر شرح المفصل ، ٥ / ١٢٧.
(٥) المقتضب ، ٢ / ٢٧٢ وشرح المفصل ، ٥ / ١٢٨ وشرح الشافية ، ١ / ٢٣٧.
(٦) الكتاب ، ٣ / ٤١٨ والمقتضب ، ٢ / ٢٥٧.
(٧) الكتاب ، ٣ / ٤١٩ وشرح المفصل ، ٥ / ١٢٨.
(٨) باليمامة فيها قرى وزروع ونخيل كثيرة ، معجم البلدان ، ٤ / ٣٢٦ وفي معجم ما استعجم للبكري ، ٣ / ١٠٦٥ ماء لبني عبس.
(٩) في الأصل فتصغير.
(١٠) الكتاب ، ٣ / ٤١٩ والمقتضب ، ٢ / ٢٥٨.
(١١) المفصل ، ٢٠٤.