فارقة بين الجنس وواحده نحو : تمرة وتمر ، فكذلك ياء النسبة فارقة بين الواحد والجنس كمجوسيّ ومجوس وروميّ وروم ، ويجب أن تحذف من المنسوب إليه تاء التأنيث (١) نحو : فاطميّ ، وإنّما حذفت لئلا يجمع بين زيادتين متنافيتين ؛ لأنّ التاء تشعر بعدم الوصف وياء النسب تشعر بالوصف (٢) وإذا نسب إلى مثنّى أو إلى جمع سواء كان جمعا سالما أو مكسّرا ، وجب أن تحذف من ذلك علامة التثنية والجمع ، وتردّ المنسوب إليه إلى واحده ثم تنسب إليه (٣) فتقول في النسبة إلى زيدان وزيدين : زيديّ ، وإلى مسلمين أو مسلمين : مسلميّ ، وإلى مسلمات : مسلميّ ، وإلى فرائض : فرضيّ بفتح الراء ، وإلى رجال : رجليّ ، لحصول الغرض بذلك لأنّ الغرض النسبة إلى مسمّى ذلك اللفظ ، واغتفر اللّبس في ذلك (٤) وأما إذا كان الجمع المكسّر علما نحو : كلاب ومدائن فتقول : كلابيّ ومدائنيّ (٥) وأما إذا كان المثنّى علما نحو : أبانين (٦) أو الجمع السالم علما نحو : قنّسرين (٧) فالنسبة إليهما مترتّبة على إعرابهما فمن أعربهما بالحركة وهم الأكثر نسب إليهما من غير ردّهما إلى الواحد فيقول : هذا أبانينيّ ورأيت أبانينيا ومررت بأبانينيّ ، وهذا قنّسريني ورأيت قنّسرينيا ومررت بقنّسرينيّ ، ومن أعربهما علمين بالحرف حذف علامة التثنية والجمع في النسبة (٨) فيقول : هذا أبانيّ وقنّسريّ ، على أنّ إعرابهما بالحرف كما كان قبل العلميّة ، وقس على ذلك ، وأمّا جمع المؤنّث السالم نحو : أذرعات (٩) فيقول على الأكثر : أذرعاتيّ ، وعلى القول الآخر : أذرعيّ (١٠).
__________________
(١) المفصل ، ٢٠٧.
(٢) شرح المفصل ، ٥ / ١٤٤ وهمع الهوامع ، ٢ / ١٩٢.
(٣) الكتاب ، ٣ / ٣٧٢ والمقتضب ، ٣ / ١٦٠.
(٤) شرح المفصل ، ٥ / ١٤٤ وشرح الشافية ، ٢ / ٧ ـ ٩.
(٥) الكتاب ، ٣ / ٣٧٩.
(٦) اسم موضع قال الأصمعي : وادي الرّمة يمر بين أبانين وهما جبلان يقال لأحدهما أبان الأبيض وهو لبني فزارة ... وأبان الأسود لبني أسد. معجم البلدان ، ١ / ٧٢.
(٧) مدينة قريبة من حمص. معجم البلدان ٤ / ٤٠٣.
(٨) الكتاب ، ٣ / ٣٧٢ وشرح المفصل ، ٥ / ١٤٥ وإيضاح المفصل ، ١ / ٥٨٨ وشرح الشافية ، ٢ / ١٣.
(٩) بلد بأطراف الشام يجاور أرض البلقاء وعمان ، معجم البلدان ، ١ / ١٣٠.
(١٠) الكتاب ، ٣ / ٣٧٣ همع الهوامع ، ٢ / ١٩٢ وشرح الأشموني ، ٤ / ١٨٣.