أبي العبّاس الخوارزميّ ـ ببغداد سنة سبع وثمانين ومائتين ـ أخبرنا سليمان بن عبد العزيز بن أبي ثابت المديني ، حدّثنا أبي ، حدّثنا محمّد بن عبد الله بن حسين ، عن علي ابن الحسين بن علي ، عن أبيه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «طلب العلم فريضة على كل مسلم (١)».
قال الطبراني : لا يروى هذا الحديث عن الحسين بن علي إلّا بهذا الإسناد ، تفرد به سليمان ، ولا كتبناه إلّا عن هذا الشيخ.
قرأت بخط أبي الحسن الدار قطني ـ وحدّثنيه عنه أحمد بن محمّد العتيقيّ ـ قال : أحمد بن يحيى بن أبي العبّاس الخوارزميّ يحدث عن ابن قهزاد وغيره ، لا يحتج به.
إمام الكوفيين في النحو واللغة. سمع إبراهيم بن المنذر الحزامي ، ومحمّد بن سلّام الجمحي ، ومحمّد بن زياد بن الأعرابي ، وعلي بن المغيرة الأثرم ، وسلمة بن عاصم ، وعبيد الله بن عمر القواريري ، والزبير بن بكار. روى عنه محمّد بن العبّاس اليزيدي ، وعلي بن سليمان الأخفش ، وإبراهيم بن محمّد بن عرفة الأزديّ ، وأبو بكر بن الأنباريّ ، وعبد الرّحمن بن محمّد الزّهريّ ، وأبو عبد الله الحكيمي ، وأحمد بن كامل القاضي ، وأبو عمر الزاهد ، وأبو سهل زياد ، ومحمّد بن الحسن بن مقسم ، وغيرهم.
وكان ثقة حجة ، دينا صالحا ، مشهورا بالحفظ وصدق اللهجة ، والمعرفة بالغريب ، ورواية الشعر القديم ، مقدما عند الشيوخ مذ هو حدث ، ويقال : إن أبا عبد الله بن الأعرابي كان يشك في الشيء فيقول له : ما عندك يا أبا العبّاس في هذا؟ ثقة بغزارة حفظه ، وولد في سنة مائتين. وكان يقول : طلبت العربية واللغة في سنة ست عشرة ومائتين ، وابتدأت بالنظر في حدود الفراء وسني ثمان عشرة سنة ، وبلغت خمسا وعشرين سنة وما بقي على مسألة للفراء إلّا وأنا أحفظها ، وأحفظ موضعها من الكتاب ، ولم يبق شيء من كتب الفراء في هذا الوقت إلّا قد حفظته.
__________________
(١) سبق تخريجه ، راجع الفهرس.
(٢) ٢٩٩٧ ـ هذه الترجمة برقم ٢٦٨١ في المطبوعة.
انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٣ / ٢٤ ـ ٢٥. وفيات الأعيان ١ / ٣٦ ـ ٣٧. ومعجم الأدباء ٥ / ١٠٢ ـ ١٤٦. وسؤالات السلمي للدار قطني برقم ٢٦.