بهم ويدعو لأيّوب على المنبر بالتأمير له ، فقال محمّد بن نوفل التّميميّ :
فما عجب أن تطلع الشمس بكرة |
|
من الغرب إذ تعلو على ظهر منبر |
ولو لا أناة الله جل ثناؤه |
|
لصبحت الدنيا بخزي مدمر |
إذا جعفر رام الفخار فقل له |
|
عليك ابن ذى موسى بموساك فافخر |
فقد كان عمار إذا ما نسبته |
|
إلى جده الحجام لم يتكبر |
ثم عزل جعفر بن محمّد عن قضاء الكوفة ، وحمل إلى سر من رأى فولى قضاء القضاة إلى أن مات بسر من رأى.
ولد ببغداد ونشأ بها ، وأبوه من أبناء خراسان. وكان جعفر من أهل الفضل والأدب ، ووسوس في أثناء عمره ، وله أخبار وأشعار مستحسنة.
أخبرنا محمّد بن الحسين الجازري حدّثنا المعافي بن زكريّا الجريري حدّثنا محمّد ابن عبد الواحد ـ أبو عمر اللغوي ـ قال سمعت أحمد بن سليمان المفيدي قال حدّثني خالد الكاتب. قال : ارتج على وعلى دعبل وآخر من الشعراء نصف بيت قلناه جميعا وهو قولنا : يا بديع الحسن ، فقلنا ليس إلا جعيفران الموسوس ، فجئناه فقال : ما تبغون؟ قال خالد : جئناك في حاجة ، قال : لا تؤذوني فإنى جائع ، فبعثنا فاشترينا له خبزا ومالحا ، وبطيخا ورطبا ، فأكل وشبع ، ثم قال لنا : هاتوا حاجتكم ، قلنا له : قد اختلفنا في بيت وهو :
يا بديع الحسن حاشا |
|
لك من هجر بديع |
فقال : فقال له دعبل : فزدني أنا بيتا آخر فقال : نعم!
وبحسن الوجه عوذ |
|
تك من سوء الصنيع |
فقال له الذي معنا : ولي أنا بيتا آخر. فقال نعم!
ومن النخوة يستع |
|
فيك لي ذل الخضوع |
فقمنا وقلنا : نستودعك الله. فقال : انتظروا حتى أزودكم لي بيتا آخر :
لا يعب بعضكم بعضا |
|
كن جميلا في الجميع |
أخبرنا أبو عبد الرّحمن إسماعيل بن أحمد بن عبد الله النّيسابوريّ الحيري أخبرنا الحسن بن محمّد بن حبيب الواعظ أخبرنا أبو نصر أحمد بن محمّد بن ملحان