في عبارته عن إفادة معناه المصطلح عليه الآن ، لعين ما ذكر في ضعف دلالته عليه في الأخبار.
يمنع المصير إلى هذا القول وتعيينه ، سيّما مع إطباق المتأخّرين على خلافه ، هذا.
وربما يتردد في الاحتياط بالإجهار به في الأخيرتين ، لمعارضة وجهه من الخروج عن شبهة القول بالوجوب بمثله من شبهة القول بالحرمة ، كما عرفته من الحلّي ، مع تردّد ما في شمول الإطلاقات بالإجهار وجوبا أو استحبابا ، نصا أو إجماعا منقولا ، لهما. ولو لا ما قدمناه ، من عدم دليل على وجوب الإخفات فيهما عدا الإجماع الغير المعلوم الثبوت في محل النزاع إلاّ بدعوى الحلّي الموهونة بلا شبهة ، كما عرفته ، لكان المصير إلى قوله لا يخلو عن قوة ، وإن اعتضد خلافه بالشهرة.
( وترتيل القراءة ) بالكتاب ، والسنة ، وإجماع العلماء كافة ، كما حكاه جماعة (١). وهو لغة : الترسّل فيها والتبيين بغير بغي وتجاوز عن حدّ (٢) ، وشرعا ـ على ما في الذكرى وغيرها (٣) ـ : حفظ الوقوف وأداء الحروف.
أقول : ولعلّهما متقاربان مع ورودهما في النصوص ، منها في تفسير قوله تعالى ( وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً ) (٤) قال : قال أمير المؤمنين عليهالسلام : « تبيّنه بيانا ، ولا تهذّه (٥) هذّ الشعر ، ولا تنثره نثر الرمل » (٦).
__________________
(١) منهم : صاحب المدارك ٣ : ٣٦١ ، والفيض الكاشاني في المفاتيح ١ : ١٣٥ ، وصاحب الحدائق ٨ : ١٧٢.
(٢) كما في الصحاح ٤ : ١٧٠٤.
(٣) الذكرى : ١٩٢ ، وانظر الروضة ١ : ٢٦١ ، والمفاتيح ١ : ١٣٥.
(٤) المزّمل : ٤.
(٥) قال في الصحاح ٢ : ٥٧٢ : الهذّ : الإسراع في القطع وفي القراءة. يقال : هو يهذّ القرآن هذّا ويهذّ الحديث هذّا ، أي يسرده.
(٦) الكافي ٢ : ٦١٤ / ١ ، الوسائل ٦ : ٢٠٧ أبواب قراءة القرآن بـ ٢١ ح ١. وفيهما : « بيّنه تبيانا ».