( وهو واجب في كل ركعة ) من الفرائض والنوافل ( مرّة ) واحدة بالضرورة من الدين ، والأخبار المتواترة عن سيد المرسلين والأئمة الطاهرين عليهمالسلام ( إلاّ في ) صلاة الآيات ك ( الكسوف ) والخسوف ( والزلازل ) فيجب في كل ركعة خمس مرّات ، بالنص والإجماع ، كما سيأتي في بحثها إن شاء الله تعالى (١).
( وهو ) مع ذلك ( ركن في الصلاة ) تبطل بتركه فيها مطلقا ، ولو في الأخيرتين من الرباعية إجماعا إلاّ من المبسوط ، ففيه : أنها لا تبطل بتركه فيهما سهوا إن ذكره بعد السجود ، بل يسقط السجود ويركع ثمَّ يسجد (٢).
ولو فسّر الركن بأنه ما تبطل الصلاة بتركه بالكلية لم يكن منافيا لذلك ، لأن الآتي بالركوع بعد السجود لم يتركه في جميع الصلاة ، ولعلّه لذا صرّح بعدم الخلاف في الركنية من غير استثناء للشيخ جماعة (٣) ، أو لشذوذه ومعلومية نسبه ، أو لنفيه في الحقيقة ركنية السجود ، بمعنى عدم بطلان الصلاة بزيادته لا ركنية الركوع.
فلا خلاف فيها إلاّ ما يحكى من المبسوط أنه حكى قولا من بعض الأصحاب بأنّ من نسي سجدتين من ركعة أيّة ركعة كانت حتى ركع فيما بعدها أسقط الركوع واكتفى بالسجدتين بعده ، وجعل الركعة الثانية أوّلة ، والثالثة
__________________
(١) في ج ٤ ص : ١٦ و١٧.
(٢) المبسوط ١ : ١٠٩.
(٣) منهم : العلاّمة في المنتهى ١ : ٢٨١ ، والفاضل المقداد في التنقيح ١ : ٢٠٦ ، والمحقق الثاني في جامع المقاصد ٢ : ٢٨٣.