سبحان الله سبحا ن الله أجزأك ، والتسبيحة الواحدة تجزي للمعتلّ والمريض والمستعجل » (١).
واعلم أن القول بتعيّن التسبيح في كلّ من الركوع والسجود هو المشهور بين الأصحاب ، بل في الانتصار والخلاف والغنية (٢) الإجماع عليه.
( وقيل : يجزي مطلق الذكر فيه وفي السجود ) والقائل : الشيخ في المبسوط والجمل والحلّي (٣) ، نافيا الخلاف عنه ، وتبعهما أكثر المتأخرين ، للأصل ، والصحاح : يجزي أن أقول مكان التسبيح في الركوع والسجود : لا إله إلاّ الله والحمد لله والله أكبر؟ قال : « نعم ، كلّ هذا ذكر الله » (٤).
مضافا إلى التأيّد بالحسنين أو الصحيحين المتقدمين ، المتضمّنين لقوله عليهالسلام : « يجزيك من القول في الركوع والسجود ثلاث تسبيحات أو قدرهن مترسّلا » (٥) وقدرهن أعم من أن يكون من التسبيحة الكبرى أو مطلق الذكر فيهما.
مع أنّ عموم ما في الصحاح ممّا هو كالتعليل لإجزاء الذكر المخصوص فيها يدفع توهم جوازه خاصة بعد التسبيح ، كما عن الجامع والنهاية (٦).
وهذا القول في غاية المتانة ، لصراحة هذه الصحاح ، واعتضادها بالأصل ، والشهرة المتأخّرة ، وحكاية نفي الخلاف المتقدمة ، مع سلامتها عن معارضة الصحاح المتقدمة وغيرها من المعتبرة ، المتضمنة لبيان ما يجزي من
__________________
(١) الهداية : ٣٢ ، المستدرك ٤ : ٤٢٤ أبواب الركوع بـ ٤ ح ٤.
(٢) الانتصار : ٤٥ ، الخلاف ١ : ٣٤٨ ، الغنية ( الجوامع الفقهية ) : ٥٥٨.
(٣) المبسوط ١ : ١١١ ، الجمل والعقود ( الرسائل العشر ) : ٦٠ ، الحلي في السرائر ١ : ٢٢٤.
(٤) الوسائل ٦ : ٣٠٧ أبواب الركوع بـ ٧.
(٥) راجع ص : ١٩٨ ، ١٩٩.
(٦) الجامع للشرائع : ٨٣ ، النهاية : ٨١.