والأخبار الظاهرة في القول الآخر مطلقة تقبل التقييد بما عدا الصلاة ، للرواية المشهورة. وهو أولى من الجمع بينهما بالتخيير ، وإن قاله في المعتبر ، لكونه فرع التكافؤ المفقود هنا ، لاشتهار الرواية دون الأخبار المقابلة.
( وساجدا بحذاء أذنيه ) كما في أحد الصحيحين المشهورين ، وفي الآخر : « ولا تلزق كفيك بركبتيك ، ولا تدنهما من وجهك بين ذلك حيال منكبيك ، ولا تجعلهما بين يدي ركبتيك ، ولكن تحرّفهما عن ذلك شيئا » والعمل بكل منهما حسن.
( ومتشهدا على فخذيه ) مبسوطة الأصابع مضمومة ، على المشهور ، كما في الذخيرة (١) ، وفي روض الجنان : تفرّد ابن الجنيد بأنه يشير بالسبابة في تعظيم الله عز وجل كما تفعله العامة (٢).
( الخامس : التعقيب ) وهو تفعيل من العقب ، قال الجوهري : التعقيب في الصلاة الجلوس بعد أن يقضيها لدعاء أو مسألة (٣).
وفضله عظيم ، وثوابه جسيم ، والنصوص به مستفيضة بل متواترة ، منها في تفسير قوله سبحانه ( فَإِذا فَرَغْتَ فَانْصَبْ ) (٤) : « إذا فرغت من الصلاة المكتوبة فانصب إلى ربك في الدعاء وارغب إليه في المسألة يعطك » (٥).
ومنها : « من عقّب في صلاته فهو في صلاة » (٦).
ومنها : « الدعاء بعد الفريضة أفضل من الصلاة تنفّلا » (٧).
__________________
(١) الذخيرة : ٢٩٥.
(٢) روض الجنان : ٢٨٣.
(٣) راجع الصحاح ١ : ١٨٦.
(٤) الإنشراح : ٧.
(٥) مجمع البيان ٥ : ٥٠٩.
(٦) نقله الجوهري في الصحاح ١ : ١٨٦ ، والطريحي في مجمع البحرين ٢ : ١٢٦.
(٧) الفقيه ١ : ٢١٦ / ٩٦٢ ، الوسائل ٦ : ٤٣٧ أبواب التعقيب بـ ٥ ح ١.