ولا تكفّر ، فإنما يفعل ذلك المجوس ، ولا تلتثم ، ولا تحتفز (١) ، ولا تفرج (٢) كما يتفرج البعير ، ولا تقع على قدميك ، ولا تفترش ذراعيك ، ولا تفرقع أصابعك ، فإن ذلك كله نقصان من الصلاة ، ولا تقم إلى الصلاة متكاسلا ولا متناعسا ولا متثاقلا ، فإنها من خلال النفاق ، فإن الله تعالى نهى المؤمنين أن يقوموا إلى الصلاة وهم سكارى ، يعني سكر النوم ، وقال للمنافقين ( وَإِذا قامُوا إِلَى الصَّلاةِ قامُوا كُسالى يُراؤُنَ النّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللهَ إِلاّ قَلِيلاً ) » (٣).
وفي آخر : « لا صلاة لحاقن ولا لحاقب ، وهو بمنزلة من هو في ثيابه » (٤).
والمراد نفي الفضيلة ، للإجماع على الصحة.
ويستفاد من الأوّل كراهة فعل ما يشعر بترك الخشوع والإقبال إلى الصلاة مطلقا ، كما عليه الأصحاب ، ويستفاد من نصوص أخر أيضا ، وفيها الصحاح وغيرها (٥).
( و ) منها يظهر وجه كراهة ( لبس الخفّ ) حال كونه ( ضيّقا ) لما فيه من سلب الخشوع والمنع من التمكن من السجود.
( ويجوز للمصلّي تسميت العاطس ) وهو الدعاء له عند العطاس بنحو
__________________
(١) أي : لا تتضامّ في سجودك بل تتخوّى كما يتخوّى البعير الضامر ، وهكذا عكس المرأة ، فإنّها تحتفز في سجودها ولا تتخوّى .. ، وقولهم : « هو محتفز » أي مستعجل متوفر غير متمكّن في جلوسه ، كأنه يريد القيام. مجمع البحرين ٤ : ١٦.
(٢) في « ش » و « م » والوسائل : وتفرج.
(٣) الكافي ٣ : ٢٩٩ / ١ ، الوسائل ٥ : ٤٦٣ أبواب أفعال الصلاة بـ ١ ح ٥. والآية في النساء : ١٤٢.
(٤) التهذيب ٢ : ٣٣٣ / ١٣٧٢ ، المحاسن : ٨٣ / ١٥ ، الوسائل ٧ : ٢٥١ أبواب قواطع الصلاة بـ ٨ ح ٢. وفيها : « حاقنة » بدل « حاقب ». والحاقن : الذي به البول ، والحاقب : الذي به الغائط ، كما فسرّا بهما في رواية معاني الأخبار : ٢٣٧ ، ونهاية ابن الأثير ١ : ٤١٦.
(٥) انظر الوسائل ٧ أبواب قواطع الصلاة بـ ١١ ، ١٢ ، ١٤ ، ومستدرك الوسائل ٤ : ٨٦ أبواب أفعال الصلاة بـ ١ ح ٥ ، ٦ ، ٧.