وما رووه عن عمر أنه كان يقرأ : «فامضوا إلى ذكر الله» بدل «فاسعوا ...» ففي الدر المنثور عن عدة من الحفاظ والأئمة أنهم رووا عن خرشة ابن الحر ، قال : «رأى معي عمر بن الخطاب لوحا مكتوبا فيه : إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله (١٠) فقال : من أملى عليك هذا؟ قلت : أبي ابن كعب ، قال : إن أبيا أقرؤنا للمنسوخ ، قرأها ، فامضوا إلى ذكر الله ...» (١١).
نقصان القرآن
وأحاديث نقصان القرآن منها ما يتعلق بالسور ، ومنها ما يتعلق بالآيات وأجزائها ، فمن القسم الأول :
أ ـ الأحاديث الواردة حول نقصان سورة الأحزاب ، ومنها :
١ ـ ما رواه الحافظ السيوطي ، بقوله : «أخرج عبد الرزاق في المصنف ، والطيالسي ، وسعيد بن منصور ، وعبد الله بن أحمد في زوائد المسند ، وابن منيع والنسائي ، والدارقطني في الأفراد ، وابن المنذر ، وابن الأنباري في المصاحف ، والحاكم ـ وصححه ـ وابن مردويه ، والضياء في المختارة : عن زر ، قال : قال لي أبي بن كعب : كيف تقرأ سورة الأحزاب ـ أو كم تعدها ـ؟. قلت : ثلاثا وسبعين آية. فقال أبي : قد رأيتها وإنها لتعادل سورة البقرة وأكثر من سورة البقرة ولقد قرأنا فيها : «الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة نكالا من الله والله عزيز حكيم» فرفع منها ما رفع (١٢).
وروى المتقي عن زر بن حبيش أيضا ، قال : «قال أبي بن كعب : يا زر : كأين تقرأ سورة الأحزاب؟ قلت : ثلاث وسبعين آية. قال : إن كانت لتضاهي سورة البقرة أو هي أطول من سورة البقرة ...» (١٣).
__________________
(١٠) سورة الجمعة : ٩.
(١١) الدر المنثور ٦ : ٢١٩.
(١٢) الدر المنثور ٥ : ١٧٩.
(١٣) كنز العمال ٢ : ٥٦٧.