قال : أخبرنا عبيد الله بن موسى ، قال : حدثنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن هانئ بن هانئ ، عن علي ، قال : لما ولد الحسن سميته حربا ، فجاء رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فقال : أروني ابني ، ما سميتموه؟ قلنا : حربا ، قال : بل هو حسن.
فلما ولد الحسين سميته حربا ، فجاء رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فقال : أروني ابني ، ما سميتموه؟ قلنا : حربا ، قال : بل هو حسين.
فلما ولد الثالث! سميته حربا! فجاء رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فقال : أروني ابني ما سميتموه؟ قلنا : حربا ، قال : بل هو محسن.
ثم قال : سميتهم بأسماء ولد هارون شبرا وشبيرا ومشبرا (١٥).
قال : أخبرنا الحسن بن موسى ، قال : حدثنا زهير بن معاوية ، عن أبي
__________________
وشهادة الحديثين الآخرين بتسمية الثالث ، ومن القوي أنه لم يولد لها في حياة النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ ولد ثالث.
ويبعد كل ذلك تكرار التسمية بالحرب خلافا على النبي ـ صلىاللهعليهوآله ـ وعلي أسمى من أن يتقدم بالتسمية على ابن عمه العظيم فضلا عن أن يخالفه! وفي الحديث الأخير ما يشين بشأنهما ـ عليهما صلوات الله ـ حيث أن النبي ـ صلىاللهعليهوآله ـ يؤكد التوبيخ بقوله : «ما شأن حرب» فلا يطاع كمن لا شأن له بنفسه ولا لتوبيخه وزجره! وعلي ـ عليهالسلام ـ لا يطيع كمن لا يريد الانصياع بتا!!! ثم ما هذا الالحاح الذهني لدى الإمام علي ـ عليهالسلام ـ بتسميتهما ب «حرب»؟! فكتب التواريخ كلها تذكر أن بين ولادة الحسن وولادة الحسين ـ عليهماالسلام ـ ستة أشهر ، وبين ولادة الحسين وولادة محسن ـ عليهماالسلام ـ سنوات عدة ، فخلال كل هذه الفترة التاريخية ما زال «حرب» يمثل هاجسا لدى الإمام علي ـ عليهالسلام ـ بتسميتهما بذلك فهل هذه حالة طبيعية؟! ثم لو كان المانع من التسمية هو رسول الله ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ نفسه ، فلماذا لم يسم الإمام علي ـ عليهالسلام ـ بعد وفاته ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ أي ولد من أولاده ـ على كثرتهم ـ باسم «حرب»؟!
كل ذلك بالإضافة إلى المعارضة بينها وبين الحديث القائل بتسميتهما باسمي حمزة وجعفر.
(١٥) رواه البلاذري في أنساب الأشراف : ١٤٤ برقم ٥ ، قال : وحدثني محمد بن سعد ، عن الواقدي ، عن إسرائيل ...
وأخرجه أحمد في الفضائل والمسند برقم ٩٥٣ عن حجاج ، عن إسرائيل ، وبرقم ٧٦٩ عن عفان ، عنه.