قال : أخبرنا الفضل بن دكين ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن عبد ربه ، قال : حدثني شرحبيل أبو سعد ، قال : رأيت الحسن والحسين يصليان المكتوبة خلف مروان (٧٤).
قال : أخبرنا الفضل بن دكين ، قال : حدثنا عبيد أبو الوسيم الجمال ، عن سلمان أبي شداد (٧٥) ، قال : كنت ألاعب الحسن والحسين بالمداحي ، فكنت إذا أصبت مدحاته فكان يقول لي : يحل لك أن تركب بضعة من رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ؟! وإذا أصاب مدحاتي قال : أما تحمد ربك أن يركبك بضعة من رسول الله.
قال : أخبرنا أبو معاوية وعبد الله بن نمير ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن حكيم بن جابر ، قال : حدثتني مولاة لنا : إن أبي أرسلها إلى الحسن بن علي فكانت لها رقعة تمسح بها وجهه إذا توضأ ، قالت : فكأني مقته على ذلك فرأيت في المنام كأني أقئ كبدي ، فقلت : ما هذا إلا مما جعلت في نفسي للحسن بن علي (٧٦).
قال : أخبرنا علي بن محمد ، عن أبي معشر ، عن محمد الضمري ، عن زيد ابن أرقم ، قال : خرج الحسن بن علي وعليه بردة ورسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يخطب ، فعثر الحسن فسقط ، فنزل رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ من المنبر وابتدره الناس فحملوه ، وتلقاه رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فحمله ووضعه في حجره ، وقال رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : إن للولد لفتنة ، ولقد
__________________
(٧٤) راجع ترجمة شرحبيل في تعليق الحديث السابق ، وعلى تقدير صدق القضية فإنما كانا يأتمان بمروان وهو أمير المدينة اتقاء شره وأذاه ، ومع ذلك لم يسلما من غوائله حتى بعد الموت.
وهذه هي التقية التي تقول بها الشيعة تبعا لتعاليم أئمة العترة الطاهرة ـ عليهمالسلام ـ وأما إخواننا السنيون فيرون الصلاة خلف كل بر وفاجر.
(٧٥) كان في الأصل : سليمان ، فصححناه على التاريخ الكبير للبخاري ٤ / ١٣٨ ، قال : سلمان أبو شداد رجل من أهل المدينة ، سمع أم سلمة وأبا رافع والحسين بن علي ، روى عنه عبيد أبو الوسيم ، ونحوه في الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٢ / ٢٩٨ و ٣ / ٧.
وهذا الأثر رواه ابن عساكر في ترجمة الإمام الحسن ـ عليهالسلام ـ ص ١٣٦ عن ابن سعد ، وأخرجه الحافظ الطبراني في المعجم الكبير ٣ / ١٤ برقم ٢٥٦٥ بطرق عن عبيد.
(٧٦) أخرجه ابن عساكر برقم ٢٣٢ بغير هذا الإسناد واللفظ.