بطيتكم (٩٩).
قال : أخبرنا يزيد بن هارون ، قال : أخبرنا العوام بن حوشب ، عن هلال ابن يساف ، قال : سمعت الحسن بن علي وهو يخطب وهو يقول : يا أهل الكوفة ، اتقوا الله فينا ، فإنا أمراؤكم وإنا أضيافكم ، ونحن أهل البيت الذين قال الله : «إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا» [الأحزاب : ٣٣].
قال : فما رأيت يوما قط أكثر باكيا من يومئذ (١٠٠).
قال : أخبرنا سليمان أبو داود الطيالسي ، قال : أخبرنا شعبة ، عن يزيد ابن خمير ، قال : سمعت عبد الرحمن بن جبير بن نفير الحضرمي يحدث عن أبيه ، قال : قلت للحسن بن علي : إن الناس يزعمون أنك تريد الخلافة؟! فقال : كانت جماجم العرب بيدي ، يسالمون من سالمت ويحاربون من حاربت فتركتها ابتغاء وجه الله ، ثم أثيرها بأتياس أهل الحجاز؟! (١٠١).
__________________
(٩٩) رواه أحمد بن حنبل في الفضائل رقم ١٧ عن يحيى بن سعيد ، عن صدقة ...
ورواه ابن عساكر برقم ٣١٣ بإسناده عن أحمد ، وفيهما : «فالحقوا بمطيتكم».
رياح ، ضبطه ابن ماكولا في الاكمال ٤ / ١٤ بالياء ، فقال : وأما رياح ـ بكسر الراء وفتح الياء المعجمة باثنتين من تحتها ـ فهو رياح بن الحارث ...
(١٠٠) رواه ابن عساكر برقم ٣٠٧ بإسناد عن ابن سعد ، وأورده الذهبي في سير أعلام النبلاء ٣ / ١٨٠ ، وهذه الخطبة خطبها ـ عليهالسلام ـ بعد ما طعنوه في فخذه كما يأتي في الصفحة الآتية فراجع.
وأما الآية الكريمة ونزولها في الخمسة أهل البيت ـ عليهمالسلام ـ فشئ متواتر مروي بطرق لا تحصى عن جماعة من الصحابة تجدها في كتب التفسير والحديث والرجال والتاريخ والأدب ، راجع مثلا : شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني الحنفي.
(١٠١) وهذه أخطر تهمة توجه إلى أحد في ذلك العصر ، بل في كل العصور وحتى الآن فأراد الحسن عليهالسلام أن يبرئ نفسه بأبلغ ما يمكنه.
ولو كان الناس يدافعون عن حقوق آل محمد ويحاربون من حاربوا لما آل الأمر إلى ما تعلمون ، بل خذلوهم وأسلموهم حتى أن أمير المؤمنين ـ عليهالسلام ـ لم يسطع أن ينهض بهؤلاء لحرب معاوية فكيف بابنه الحسن!
والحديث رواه ابن عساكر برقم ٣٣١ بإسناده عن ابن سعد ، وأخرجه الحاكم في المستدرك ٣ / ١٧٠ بإسناده عن غندر ، عن شعبة ، وصححه هو والذهبي ، وأخرجه أبو نعيم في الحلية ٢ / ٣٧ من طريق أحمد ، عن غندر ، وأورده الحافظ المزي في تهذيب الكمال ، وابن حجر في تهذيب التهذيب ٢ / ٣٠٠ ، والذهبي في تلخيص المستدرك ، وفي سير أعلام النبلاء ٣ / ١٨٣ عن أبي داود الطيالسي في مسنده ، وابن أبي حاتم