ثعلبة بن أبي مالك قال : شهدنا حسن بن علي يوم مات ودفناه بالبقيع ، فلقد رأيت البقيع ولو طرحت إبرة ما وقعت إلا على إنسان (١٢٧).
قال : أخبرنا محمد بن عمر ، قال : حدثنا محمد بن عبد الله بن عبيد بن عمير ، عن ابن أبي نجيح ، عن أبيه ، قال : بكى على حسن (١٢٨) بن علي بمكة والمدينة سبعا النساء والرجال والصبيان.
قال : أخبرنا محمد بن عمر ، قال : حدثنا حفص بن عمر ، عن أبي جعفر ، قال : مكث الناس يبكون على حسن بن علي سبعا ما تقوم الأسواق (١٢٩).
قال : أخبرنا محمد بن عمر ، قال : حدثني عبد الله بن جعفر ، عن أم بكر بنت المسور ، قالت : كان الحسن بن علي سقي مرارا ، كل ذلك يفلت حتى كانت المرة الآخرة التي مات فيها ، فإنه كان يختلف كبده ، فلما مات أقام نساء بني هاشم عليه النوح شهرا (١٣٠).
__________________
(١٢٧) رواه ابن عساكر في تاريخه برقم ٣٧٢ ، والمزي في تهذيب الكمال ، كلاهما في ترجمة الحسن ـ عليهالسلام ـ عن ابن سعد.
وأخرجه الحاكم في المستدرك ٣ / ٣٧٣ ، والذهبي في تلخيصه ، وابن حجر في الإصابة ١ / ٣٣٠ ، كلهم عن الواقدي.
(١٢٨) كان في الأصل : حسين! والصحيح : حسن ، فإنه في ترجمته ، وكذا ابن عساكر رواه في ترجمة الحسن ـ عليهالسلام ـ من تاريخه برقم ٣٧٣ بإسناده عن ابن سعد وفيه : حسن ، وكذا ابن كثير في تاريخه ٨ / ٤٤.
ومهما كان ، سواء كان حسنا أو حسينا فإن هذه الرواية والروايات الآتية الثلاث تدل على جواز البكاء والنوح والحداد على الميت عند من يحتج بعمل الصحابة وعمل أهل المدينة.
وقد روى ابن إسحاق عن مساور ، قال : رأيت أبا هريرة قائما على المسجد يوم مات الحسن يبكي وينادي بأعلى صوته : يا أيها الناس ، مات اليوم حب رسول الله ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ فابكوا [تهذيب الكمال للمزي ، وتهذيب التهذيب ٢ / ٣٠١ ، والبداية والنهاية ٨ / ٤٤].
وأقوى من ذلك كله ما يأتي في ترجمة الحسين ـ عليهالسلام ـ من بكاء جده وأبيه عليه ـ صلوات الله عليهم ـ فراجع.
(١٢٩) أخرجه الحاكم في المستدرك ٣ / ١٧٣ عن الواقدي ، وليس فيه : سبعا.
(١٣٠) تقدم في صفحة ١٥٢ ، ورواه الحافظ المزي في تهذيب الكمال ، وابن عساكر في تاريخه برقم ٣٣٨ ، كلاهما عن ابن سعد.
وقال ابن الأثير في أسد الغابة ١ / ١٦ : ولما مات الحسن أقام نساء بني هاشم عليه النوح شهرا ، ولبسوا الحداد سنة.