لما اتفق لي مطالعة كتابه المسمى ب «ربيع الأبرار» وعثرت على كلام له صريح في التشيع لا يقبل التأويل ثم تصفحت وتفحصت فيه عما يؤكد ذلك فظفرت على غيره من الشواهد مما لا يجتمع مع قواعد العامة وتأويلاتهم من نحو ذكره لفضائل السيد الحميري وأشعاره الرائقة في فضائل أهل البيت عليهمالسلام» (٣٧) ثم ذكر عدة موارد من الكتاب تأكيدا لما يذهب إليه.
وعلق السيد الخوانساري على الأبيات التي قالها في مدح آل النبي صلى الله عليه وآله قائلا : «وفيه أيضا من الدلالة على تشيع الرجل ـ ولو في آخر عمره ـ ما لا يخفى» (٣٨).
ولا نريد في هذه العجالة الخوض في لجج هذه المسألة ، بقدر ما قصدنا الإشارة إليها.
وفاته :
توفي الزمخشري بعد رجوعه من مكة المكرمة ليلة عرفة من سنة ٥٣٨ ه في جرجانية خوارزم ، وهي بضم الجيم الأولى وفتح الثانية وسكون الراء بينهما وبعد الألف نون مكسورة وبعدها ياء مثناة من تحتها مفتوحة مشددة ثم هاء ساكنة ، قال ياقوت : يقال لها بلغتهم كركانج ، وقد عربت فقيل لها الجرجانية وهي على شاطئ جيجون.
وأوصى أن تكتب على لوح قبره هذه الأبيات :
يا من يرى مد البعوض جناحها |
|
في ظلمة الليل البهيم الأليل |
ويرى عروق نياطها في نحرها |
|
والمخ في تلك العظام النحل |
اغفر لعبد تاب من فرطاته |
|
ما كان منه في الزمان الأول |
__________________
(٣٧) روضات الجنات ٨ : ١٢٠.
(٣٨) روضات الجنات ٨ : ١٢٧.