أنّها حرف لين ، وإذا امتنع إدغامها في مقاربها امتنع إدغام مقاربها فيها كذلك ، ولأنّه يؤدي إلى إدغام الأدخل في الفم في الأدخل في الحلق ، لأنّ الهمزة أدخل الحروف في الحلق (١).
ذكر الألف (٢)
وهي لا تدغم البتة لا في مثلها ولا في مقاربها ؛ أما تعذر إدغامها في مثلها فقد تقدّم في صدر هذا الفصل ، وأمّا تعذّره في مقاربها فلأنّه إن كان في الأدخل في الفم فلما يؤدي إليه من ذهاب مدّها من غير ما يقوم مقامه ، وإن كان في الأدخل منها في الحلق وهو الهمزة فكذلك ، ولاجتماع الهمزتين ولادغام الأدخل في الفم في الأدخل في الحلق (٣).
ذكر إدغام الهاء (٤)
وهي تدغم في الحاء سواء وقعت الهاء قبلها أو بعدها ، فمثال الهاء قبلها قولك : في اجبه حاتما اجبّحاتما ، ومثال الهاء بعد الحاء قولك في اذبح هذه : اذبّحاذه ، فقلبوا الثاني إلى لفظ الأول عكس باب الإدغام ، لأنّهم لو قلبوا الأول إلى الثاني لقلبوا الحاء هاء وأدغموها في الهاء فكان يؤدي إلى إدغام الأدخل في الفم وهو الحاء في الأدخل في الحلق وهو الهاء ، وكذلك الاعتذار ، في كلّ موضع قلب فيه الثاني إلى لفظ الأول في هذا الفصل ، ولا يدغم في الهاء إلا مثلها نحو : اجبه هلالا ، وأدغمت الهاء في الحاء لتقاربهما في المخرج ؛ لأنّ الهاء من أول الحلق والحاء / من وسطه (٥).
ذكر إدغام العين (٦)
وهي تدغم في مثلها كقولك : ارفعّ عليا ، وقرىء : (مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ
__________________
(١) شرح الشافية للجاربردي ١ / ٣٢٨ وشرح الشافية ، ٣ / ٢٣٦.
(٢) المفصل ، ٣٩٧.
(٣) إيضاح المفصل ، ٢ / ٤٩٨ والنقل منه.
(٤) المفصل ، ٣٩٧.
(٥) الكتاب ، ٤ / ٤٤٩ والممتع ، ٢ / ٦٧٩ وشرح الشافية ، ٣ / ٣٦٤.
(٦) المفصل ، ٣٩٧ ـ ٣٩٨.