وجميع ذلك على القياس (١) إذ لا يعتبر الأدخل والأخرج في غير / حروف الحلق أعني السبعة التي تقدّمت وهي : الهمزة والألف والهاء والعين والحاء والغين والخاء.
ذكر إدغام الجيم (٢)
وهي تدغم في مثلها نحو : أخرج جابرا ، ولم يلتق في القرآن جيمان ، وهي تدغم في الشين نحو : أخرج شيئا وقال تعالى : (أَخْرَجَ شَطْأَهُ)(٣) وإنما أدغمت الجيم في الشين لقربها منها مع كون الشين أفضل لأنّها أزيد صفة ، ولذلك لم تدغم الشين في الجيم ولا في غيرها عند النحويين (٤) لما لها من الفضيلة بزيادة التفشي وقد أدغمت الجيم في التاء في قراءة أبي عمرو في قوله : ذي المعارج تعرج (٥) بإدغام جيم المعارج في تاء تعرج ، وليس بالقويّ لأنّ الجيم قريبة من الشين فكما أنّ الشين لا تدغم لفضيلتها فكذلك الجيم ، وتدغم في الجيم : الطاء ، والدّال ، والتاء ، والظاء ، والذال ، والثاء ، وإن لم تقاربها ، لأنّ هذه الحروف من طرف اللّسان والثنايا ، والجيم من وسط اللسان لكن أجريت الجيم مجرى الشين في إدغام هذه الحروف فيها ، لأنّها من مخرج واحد ، وإنما أدغمت هذه الحروف ، في الشين لما في الشين من التفشي المتصل بهذه الحروف فمثال إدغام الطاء في الجيم : اربطّ جملا والدّال : احمدّ جابرا والتاء : (وَجَبَتْ جُنُوبُها)(٦) والظاء : احفظّ جارك والذال (إِذْ جاؤُكُمْ)(٧) والثاء : لم يلبثّ جالسا ، ولا تدغم الجيم في واحد من هذه الحروف الستة التي أدغمت فيها ، كلّ ذلك لمشاركتها للشين ، فأدغمت هذه الحروف فيها كما تدغم في الشين من غير عكس (٨).
__________________
(١) الكتاب ، ٤ / ٤٤٩ ـ ٤٥٠.
(٢) المفصل ، ٣٩٨.
(٣) من الآية ٢٩ من سورة الفتح ، وانظر النشر ، ١ / ٢٨٩.
(٤) الكتاب ، ٤ / ٤٤٨ ـ وإيضاح المفصل ، ٢ / ٥٠١ وانظر النشر ، ١ / ٢٩٢.
(٥) من الآيتين ٣ ـ ٤ من سورة المعارج وانظر النشر ١ / ٢٨٩ والاتحاف ، ٢٣ ـ ٢٨.
(٦) من الآية ٣٦ من سورة الحج ، وانظر الكشف ، ١ / ١٥٠.
(٧) من الآية ١٠ من سورة الأحزاب وانظر الكشف ، ١ / ١٤٨.
(٨) إيضاح المفصل ، ٢ / ٥٠١ وشرح المفصل ، ١٠ / ١٣٨ والممتع ٢ / ٦٨٦ ـ ٦٨٧.