صورتهما متحدة ، وإنّما قال في الأكثر (١) لأنّ بعضهم يكتب ردائي بياء واحدة وكتبوا نحو : حنائيّ بياءين في الأكثر للمغايرة والتشديد ، فإنّ الثانية مشددة لأنّها ياء النسبة ، وعلم من قوله في الأكثر أنّ منهم من يكتب حنائي بياء واحدة وكتبوا نحو : لم تقرئي يا امرأة بياءين ، وفاقا لما ذكرنا من تغاير الياءين صورة ، واللّبس بتقري بغير ياء الضمير من قرى يقري (٢) انتهى الكلام على الهمزة.
القول على الوصل
وهو ممّا خولف فيه الأصل المقرّر في الخطّ (٣).
فمنه : أنّهم وصلوا الحروف وشبهها بما الحرفية نحو : (إنما إلهكم الله)(٤) ، وأينما تكن أكن ، وكلّما أتيتني أكرمك ، بخلاف الاسمية نحو «ما» التي بمعنى الذي ، فإنّها تكتب منفصلة نحو : إنّ ما عندي حسن ، وأين ما وعدتني ، وكلّ ما عندي حسن ، لأنّ ما الحرفية كالتتمة للكلمة بخلاف الاسمية لاستقلال الأسماء بالدلالة (٥).
ومنه : أنّهم وصلوا ما الحرفية بمن وعن (٦) فقالوا : ممّا وعمّا نحو : (مما خطاياهم)(٧)(عم يتساءلون)(٨) وفصلوا ما الاسمية عنهما فقالوا : أخذت من ما أخذت منه ، وأخبرت عن ما في نفسي (٩) ، وقد تكتب ما الحرفية ، وما الاسمية متصلتين فيما إذا سكن ما قبلهما نحو : ممّا وعمّا لوجوب إدغام نون من وعن في
__________________
(١) الشافية ، ٥٥٤.
(٢) شرح الشافية ، ٣ / ٣٢٤.
(٣) بعدها في شرح الجاربردي ، ١ / ٣٧٨ فنقول : أقسامه أربعة : الوصل والزيادة والنقص والإبدال ، أما الوصل فإنهم وصلوا الحروف ...
(٤) من الآية ٩٨ من سورة طه.
(٥) أدب الكاتب ، ١٩٤ وشرح الشافية للجاربردي ، ١ / ٣٧٨ والتشابه واضح.
(٦) الشافية ، ٥٥٤.
(٧) من الآية ٢٥ من سورة نوح ، على قراءة أبي عمرو ، الكشف ، ٢ / ٣٣٧ وحاشية ابن جماعة ، ١ / ٣٧٨.
(٨) من الآية ١ من سورة النبأ ، والتمثيل الأوضح هو في قوله تعالى (عما قليل) لأن «ما» فيها حرفية ، في حين أن «ما» في (عم يتساءلون) استفهامية اسمية ، ولعل مراده من سوقه لآية النبأ أن الاسمية تكتب متصلة أيضا كما وضح ذلك بعد ، وقد قال الرضي ، ٣ / ٢٣٦ وقد تكتب الاسمية أيضا متصلة وانظر أدب الكاتب ، ١٩٦ والمساعد ، ٤ / ٣٣٨.
(٩) شرح الشافية ، ٣ / ٣٢٥ وهمع الهوامع ، ٢ / ٢٣٧.