هاهنا سؤال يفرض نفسه وهو انّ الهدف من الامتحان هو الاطّلاع على أحوال الممتحن ، والله سبحانه مطّلع على أحوال العباد ، عارف بشؤونهم الخاصة والعامة ، فما هو الهدف من وضعهم في ظروف شاقّة من البلاء والامتحان ؟
والإجابة عن هذا السؤال تحصل بكل من الأُمور التالية :
١. أنّ الهدف من الامتحان من غيره سبحانه ، الاطّلاع على سرائر الآخرين ، وأمّا بالنسبة إليه سبحانه وتعالى فالهدف هو إتمام الحجة على العبد ، قال سبحانه : ( لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَىٰ مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ ) (١) ولنعم ما قال الشاعر البغدادي :
وليحيا الجيل عن بينة |
|
وليهلكن عليها من هلك |
وعند الامتحان بالتكاليف والوظائف ينقسم العباد إلى قسمين :
طائفة تقوم بما أُلقي على عاتقها من التكاليف ، وأُخرى : تخفق في مجال التكليف.
فالحياة للطائفة الأُولى عن حجة. والهلاك للطائفة الثانية عن حجة أيضاً ،
__________________
(١) الأنفال : ٤٢.