هذا هو البحث المهم في المقام الّذي تضاربت فيه الآراء ، ونحن نرفع الستار عن وجه الحقيقة بالبحث عن أُمور ثلاثة :
ألف. ما هو معنى الإمام لغة ؟
ب. ما هو مفهوم الإمام في القرآن الكريم ؟
ج. ما هو ملاك إمامة الخليل في هذه الآية ؟ وهذا هو المهم في فهم الآية ، وقد أُهمل في كلمات المفسرين ، وسيوافيك أنّ البحث في الأمر الثاني لا يغني عن الثالث.
قال ابن فارس : الإمام كل من اقتدي به وقُدّم في الأُمور ، والنبي إمام الأئمّة ، والخليفة إمام الرعية ، والقرآن إمام المسلمين.
وقال ابن منظور : الإمام ما ائتُمّ به من رئيس وغيره ، وفي التنزيل العزيز : ( فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ ) ، أي قاتلوا رؤساء الكفر وقادتهم ... إمام كل شيء قيّمه والمصلح له ، والقرآن إمام المسلمين.
وليست تلك النصوص من هذين العلمين مبيّنة للمعنى الأصلي للكلمة ، وإنّما تشير إلى مصاديق المعنى الأصلي ، والنص اللغوي الصحيح ـ الّذي جاء يحدّد معنى الكلمة مجردة عن انطباقه على مصاديقها ـ هو ما ذكره صاحب القاموس : الإمام هو ما يتعلّمه الغلام كل يوم من رؤوس أقلام ، وما امتثل عليه من مثال ودليل ، وخشبة يسوى عليها البناء.