مساكنهم على الطريق لواضح.
٣. كما أنّه يصف قادة الكفر والانحراف به ويقول : ( وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لا يُنصَرُونَ ) (١) ، بل يصف كل قائد بالإمامة بقوله : ( يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ ) (٢).
فالمعنى في الجميع واحد ، وهو الدليل الّذي يهتدى به ، والمثال الّذي يمتثل به ، وإن كانت التطبيقات مختلفة ، فالتوراة إمام ، لأنّها يقتدى بها ، وطريق القوافل إمام ، لأنّ القوافل تتّخذه دليلاً وتمشي عليه ، وقادة الكفر بل جميع القادة أئمّة ، لأنّ المقتدين يتّخذونهم مثالاً في الحياة ويمشون على آثارهم حتى أنّ الأنبياء جميعهم أئمّة بهذا المعنى ، فإنّ عمل وقول النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وتقريره تتّخذ مثالاً ودليلاً يسار على ضوئه.
وهذا ما قلناه من أنّ معنى الإمام في الذكر الحكيم لا يختلف عن المعنى الّذي نصّت عليه الكتب اللغوية حتى الإمام في الآية المباركة ، فقد استعمل الإمام فيه في المعنى اللغوي لا غير ، وهو الدليل والمثال والأُسوة والمقتدى غير انّ ما يجب التدبّر فيه هو الوقوف على الملاك الّذي جعل به الخليل عليهالسلام إماماً ، فهل هو لأجل كونه نبياً أو رسولاً أو خليلاً أو كونه مفترض الطاعة أو غير ذلك من الملاكات المختلفة الّتي تصحح كون الإنسان إماماً.
نرى أنّ المفسرين يفترضون للإمام معاني مختلفة ، ثم يبحثون عن معناه في
__________________
(١) القصص : ٤١.
(٢) الإسراء : ٧١.