ومعصيته بمعصيته ، وكان ذلك دليلاً على ما فوّض إليه ، وشاهداً على من اتّبعه وعصاه ، وبيّن ذلك في غير موضع من الكتاب العظيم » (١).
فالرجوع إلى الآيات الواردة فيها طاعة الرسول يوقفك على جلاء الحال.
قد عرفت أنّ الإمامة الّتي أُفيضت على الخليل كانت عبارة عن حكمه بين الناس وتدبيره أُمورهم ، وقد استظهرنا ذلك من سائر الآيات الواردة في هذا المضمار والأحاديث الإسلامية تدعم ذلك المعنى بوضوح وتفسر الآية على النحو الّذي فسرناه.
قال الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام : « والإمامة نظاماً للأُمّة والطاعة تعظيماً للإمامة » (٢).
وقال الإمام الصادق عليهالسلام : « اتّقوا الحكومة إنّما هي للإمام العالم بالقضاء العادل في المسلمين » (٣).
وقال الإمام الثامن علي الرضا عليهالسلام : « إنّ الإمامة زمام الدين ، ونظام المسلمين ، وصلاح الدنيا ، وعز المؤمنين » (٤).
وقال عليهالسلام أيضاً : « الإمام يحلّل حلال الله ، ويحرّم حرامه ، ويقيم حدود الله ،
__________________
(١) نور الثقلين : ١ / ٤٣١.
(٢) نهج البلاغة : قسم الحكم ، برقم ٢٥٢. وقد جاء في المطبوع من نهج البلاغة بمصر بشرح الشيخ محمد عبده : « الأمانات » مكان « الإمامة ». وهو اشتباه محض وقد تبعه صبحي الصالح في الاشتباه.
(٣) وسائل الشيعة : ١٨ / ٧ ، كتاب القضاء ، الباب ٣ من أبواب صفات القاضي ، الحديث ٣.
(٤) الكافي : ١ / ٢٠٠ ، كتاب الحجة ، باب نادر جامع في فضل الإمام وصفاته.