العلماء أن لا يقارّوا على كظة ظالم ولا سغب مظلوم ... » (١) لكفى في وهن تلك الروايات المفتعلة على لسان النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم.
وفي ختام الكلام نلفت نظر القارئ الكريم إلى ما ألقاه الإمام أبو الشهداء الحسين بن علي عليهالسلام إلى أهالي الكوفة حيث خطب أصحابه ، وأصحاب الحر ـ قائد جيش عبيد الله بن زياد آنذاك ـ فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : « أيّها الناس انّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : من رأى سلطاناً جائراً مستحلاً لحرم الله ، ناكثاً لعهد الله ، مخالفاً لسنّة رسول الله ، يعمل في عباد الله بالإثم والعدوان ، فلم يغيّر عليه بفعل ولا قول ، كان حقاً على الله أن يدخله مدخله ، ألا وإنّ هؤلاء قد لزموا طاعة الشيطان ، وتركوا طاعة الرحمن وأظهروا الفساد ، وعطّلوا الحدود ، واستأثروا بالفيء ، وأحلّوا حرام الله وحرموا حلاله وأنا أحق من غَيَّر » (٢).
وهذه النصوص الرائعة المؤيدة بالكتاب والسنّة وسيرة السلف الصالح من الصحابة والتابعين الذين قاموا في وجه الطغاة من بني أُمية وبني العباس ، تشهد بأنّ ما نسب إلى الصحابة والتابعين من الاستسلام والسكوت على ظلم الظالمين لكون ذلك من عقيدتهم الإسلامية ، ما هو إلاّ بعض مفتعلات أصحاب العروش ، وقد وضعها وعاظهم ومرتزقتهم ، وإلاّ فالطيبون ـ من الصحابة والتابعين ـ بريئون من هذه النسبة.
نرى أنّ بعض الشباب المسلم في البلاد الإسلامية قد انخرطوا في الأحزاب
__________________
(١) نهج البلاغة : الخطبة ٣.
(٢) تاريخ الطبري : ٥ / ٢٠٤ حوادث سنة ٦١ ه.