وما أتفه قول من يريد تبرير عمل هؤلاء بالاجتهاد ، وأنّهم كانوا مجتهدين في أعمالهم وأفعالهم ، أهل يصحّ تبرير عمل القتل والفتك والخروج على الإمام المفترضة طاعته ، بالاجتهاد ؟! ولو صحّ هذا الاجتهاد ( ولن يصحّ أبداً ) لصح من كل من خالف الحق وحالف الباطل من اليهود والنصارى وغيرهم من الطغام اللئام.
أيّ قيمة للاجتهاد في قبال النص وصريح السنّة النبوية وإجماع الأُمّة. أيّ قيمة للاجتهاد الّذي أباح دماء المسلمين ودمر كيانهم وشق عصاهم وفكك عرى وحدته ، أيّ ، أيّ ، أيّ ؟!!
إنّ القائلين بعدالة الصحابة يتمسكون بما يروون عن النبي أنّه قال : أصحابي كالنجوم بأيّهم اقتديتم اهتديتم (١). غير أنّ متن الحديث يكذب صدوره عن النبي ، إذ ليس كل نجم هادياً للإنسان في البر والبحر ، بل هناك نجوم خاصة موجبة للاهتداء ، ولأجل ذلك قال سبحانه : ( وَعَلامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ ) (٢).
ولم يقل « وبالنجوم يهتدون » ، ولو كان كل نجم هادياً للضال لكان الأنسب الإتيان بصيغة الجمع ، ولو افترضنا صحة الاهتداء بكل نجم في السماء ، أهل يمكن أن يكون كل صحابي نجماً لامعاً في سماء الحياة ، هادياً للأُمّة ؟!!
هذا قدامة بن مظعون صحابي بدري يعد من السابقين الأوّلين ومن
__________________
(١) جامع الأُصول : ٩ / ٤١٠ ، الحديث ٦٣٥٩ ، كتاب الفضائل.
(٢) النحل : ١٦.