قال الأُستاذ :
يجب أن تكون الصحيفة السماوية الأخيرة الّتي نزلت على النبيِّ الخاتم ( والّتي تعتبر أساساً لدينه ، ومصدراً لتعاليمه ودعوته ووسيلة دائمة لربط الخلق بخالقه ) مصونة سالمة في كل حرف من حروفها ونقطها.
أقول : لا شك أن الرسول الخاتم لأجل خلود رسالته ودوام نبوّته يجب أن تكون صحيفته السماوية مصونة عن كلِّ تحريف ، لأنّ المفروض أنّ رسالته خاتمة الرسالات ونبوّته خاتمة النبوّات ، وكتابه خاتم الكتب ، لا ينزل بعده أيّ كتاب وصحيفة إلى يوم القيامة ، وعلى ضوء ذلك لا محيص عن تعلّق مشيئته الحكيمة على حفظه وصيانته ، ليتسنّى للبشر إلى يوم القيامة العمل ببرامج وتعاليم تلك الرسالة ، ولو طرأ عليه التحريف لما تسنّى للأجيال الآتية القيام بوظائفهم الحقيقية وعندئذ ضاعت غاية « البعثة » وهدفها ويكون الناس إلى يوم القيامة جاهلين بالشريعة.
وقد ذهب المحقّقون من الشيعة والسنّة إلى تحقّق هذا الشرط في نبوّة النبي الأكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم وإن وجد بين الطائفتين من الحشوية من السنّة ، والاخبارية من الشيعة من ذهب إلى طروء التحريف على كتابه ، لكن القول به شاذ في كلتا الطائفتين والروايات الواردة في كتبهم روايات شاذة لا يعبأ بها ، والرأي السائد في عامّة الأجيال بين الفريقين هو صيانة الكتاب من التحريف ، أمّا السنّة فقد تسالم عليها الأُستاذ ، وأمّا الشيعة فقد نسب إليهم الكاتب التحريف تقليداً لمن سبقه من رماة القول على عواهنه ، ومن راجع كتب المحقّقين منهم يرى اتّفاقهم على ذلك ،