إنّ الكاتب ومن لفّ لفّه يزعمون أنّ المشكلة الوحيدة الّتي يواجهها الإسلام هي مشكلة الشيعة والجمهورية الإسلامية الإيرانية ، ولأجل ذلك لا يهمّهم شيء إلاّ الكتابة حول عقيدة الشيعة والنيل من مبادئهم وأُصولهم ، ولهذا نرى أنَّ الهجمة والصولة اشتدّت في السنوات الأخيرة على الشيعة ومبادئهم وأفكارهم لكي يستطيع هؤلاء أن يزيلوا مشكلتهم الصعبة هذه من مسيرتهم ويصلوا إلى القمّة من السعادة والهناء !!
وعجيب انّ الكاتب يعيش في شبه القارة الهندية الّتي تحدق فيها بالمسلمين مشاكل جمّة ، وكانت العناية بحلّها أولى وألزم من النيل من عقائد طائفة ليس لها ذنب إلاّ التمسك بكتاب الله وعترة رسوله الطاهرة اللّذين تركهما رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم حجتين بين الأُمّة إلى يوم القيامة وقال : « إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله ، وعترتي » (١).
أَوليس الكاتب يرى بأُم عينيه انّ الوثنية هي الّتي أخذت تتزايد وتتسع في القطر الهندي ، المكان الذي يقطن فيه الكاتب مع أبناء جلدته وما من يوم ولا أُسبوع إلاّ ويؤسس فيه معبد بل ومعابد للوثنيين ، حتى في البلاد المكتظة بالمسلمين كلكهنو الندوي الّتي تكون فيها المعابد الوثنية على مقربة من داره.
وهذه الصحف العالمية تتناقل أخبار شروع الحكومة الوثنية الهندية باغتصاب مساجد المسلمين وتحويلها إلى معابد للأوثان بحجج واهية ، هذا
__________________
(١) صحيح مسلم : ٧ / ١٢٢ ; سنن الترمذي : ٢ / ٣٧ ; مسند أحمد بن حنبل : ٣ / ١٤ و ١٧ ، وغيره.