وتركيبه ان كائنا حال للمذكور قبله ، فيه ضميره هو اسمه ، وما او من بعده منصوب على الخبرية ، وهو بمعنى اى شخص او اى شى ، وكان تامة مشتملة على ضمير يرجع الى من او ما وهو فاعله ، والفعل والفاعل جملة هى صفة لمن او ما.
٢ ـ صار
ومصدرها الصير والمصير والصيرورة ، وهو بمعنى التحول والانتقال من حال او وضع او مكان الى آخر ، ولمعنى الانتقال يصدر خبرها كثيرا بالى نحو قوله تعالى : (أَلا إِلَى اللهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ) ـ ٤٢ / ٥٣ ، (وَقالُوا سَمِعْنا وَأَطَعْنا غُفْرانَكَ رَبَّنا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ) ٢ / ٢٨٥ ، والمصير مصدر ميمى اى صيرورة الخلايق ، واما فى قوله تعالى : (وَمَأْواهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) ـ ٩ / ٧٣ ، اسم مكان ، وكقول على عليهالسلام فى الاموات : وصاروا الى مصائر الغايات ، وقوله الاخر فيهم : الم يكونوا اربابا فى اقطار الارضين ، وملوكا على رقاب العالمين فانظروا الى ما صاروا اليه فى آخر امورهم.
ومثالها بالخبر الفعلى او الاسمى بدون الى او مع حرف جر آخر قول على عليهالسلام : فيا لله وللشورى متى اعترض الريب فىّ مع الاول منهم حتى صرت اقرن الى هذه النظائر ، فيا عجبا للدهر اذ صرت يقرن بى من لم يسع بقدمى ولم تكن له كسابقتى ، وقوله فى المحتضر : فصار بين اهله لا ينطق بلسانه ولا يسمع بسمعه وخرجت الروح من جسده فصار جيفة بين اهله ، وقوله فى ذم الدنيا واهلها : من عظمت الدنيا فى عينه وكبر موقعها من قلبه آثرها على الله تعالى فانقطع اليها وصار عبدا لها ، وقوله فى وصف المتقين : فخرج من صفة العمى ومشاركة اهل الهوى وصار من مفاتيح ابواب الهدى ومغاليق ابواب الردى ، اما رايتم الذين ياملون بعيدا وصارت اموالهم للوارثين وازواجهم لقوم آخرين ، وقوله الاخر : الكلام فى وثاقك ما لم تتكلم به فاذا تكلمت به صرت فى وثاقه وهذا الفعل ككان متصرف فى صيغ الثلاثى المجرد غير اسم المفعول وبعض المزيد الثلاثى.