وههنا امور
الاول هذه الافعال تاتى تامة لهذا المعنى ولغيره كثيرا من ابواب مختلفة ، ومرجع ذلك كتب اللغة.
الثانى هذه المشهورة من الافعال الناقصة ، وذكروا كما فى شرح الكافية افعالا استعملت ناقصة ، ولكن استعمالها تامة اكثر ، هى راح ، غدا ، آض ، كمل ، تمثل ، رجع ، عاد ، استحال ، تحول ، قعد ، جاء ، ارتد ، تم ، آل ، حال ، انقلب ، اتى ، ومرجعها كتب اللغة ، وجاء بعضها فى كتاب الله.
الثالث قالوا : ان الافعال الناقصة غير التى تدخل عليها النفى وما دام وليس تستعمل بمعنى صار ، نحو قوله تعالى : (فَكانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ) ـ ١١ / ٤٣ ، (ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا) ـ ١٦ / ٥٨ ، (فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْواناً) ـ ٣ / ١٠٣ ، فان كان وظل بمعنى صار ، واصبحتم بمعنى صرتم.
اقول : كل فعل يستلزم الصيرورة لان الاشتغال بكل حدث انتقال من تركه اليه ، وانتقال من غيره الذى كان مشتغلا به ، فالحى اليقظان متلبس دائما بالصيرورة ، غير ان هذا المعنى ظاهر فى بعض الموارد وخفى فى بعض ، فلا فرق بين كان من المغرقين وكان زيد من المتقين فى تحقق الخبر للمبتدا مؤكدا ، الا ان الصيرورة ظاهرة فى الاول بقرينة وحال بينهما الموج وغير ظاهر فى الثانى ، وكذلك فاصبحتم بنعمته اخوانا لم ينتف فيه معنى الاصباح لان المؤمنين يصبحون كل يوم اخوانا ، وظهور معنى الصيرورة انما هو لقرينة فالف بين قلوبهم ، على ان العداء والشقاق كان ليلا مظلما فاصبحوا فى صباح الالفة والوداد اخوانا ، وكذا ظل وجهه مسودا فانه كل يوم مسود وجهه ، وقس على ما ذكر ما لم يذكر ، فلا يوجب ظهور معنى الصيرورة زوال المعنى الاصلى.
الرابع : قال الكوفيون : ان المرفوع فى هذا الباب فاعل والمنصوب بعده حال ، فانكروا الفعل الناقص راسا ، وهذا المذهب لا يستقيم لان الحال فضلة لا يختل