فوق بعض اذا رفع يده عنها لينظر اليها لا يراها ، وكذا فى وصف اهل النار : (يَتَجَرَّعُهُ وَلا يَكادُ يُسِيغُهُ) ـ ١٤ / ١٧ ، اى يتجرع حميم جهنم ولا يكون سائغا له.
واما اوشك وكرب فليس منهما فى كتاب الله شىء ، ومثالهما فى هذه الابيات.
ولو سئل الناس التراب لاوشكوا ١٥٠ |
|
اذا قيل هاتوا ان يملّوا ويمنعوا |
يوشك من فرّ من منيّته ١٥١ |
|
فى بعض غرّاته يوافقها |
كرب القلب من جواه يذوب ١٥٢ |
|
حين قال الوشاة هند غضوب |
سقاهاذوواالاحلامسجلا على الظما ١٥٣ |
|
وقد كربت اعناقها ان تقطّعا |
وفى الحديث : يوشك ان ادعى فاجيب وانى سائلكم حين تردون على عن الثقلين كتاب الله وعترتى اهل بيتى انهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض ، وفيه ايضا : يوشك ان ينزل فيكم عيسى بن مريم حكما عدلا ، ان قلت : يوشك اى يقرب ، وليس نزول عيسى قريبا من زمن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، بل هو بعد ظهور المهدى عليهالسلام. قلت : قال الله تعالى : إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً وَنَراهُ قَرِيباً ـ ٧٠ / ٧ ، وكقول على عليهالسلام : ان لم تكن حليما فتحلم ، فانه قل من تشبه بقوم الا اوشك ان يكون منهم ، وقوله : رويدا يسفر الظلام كان قد وردت الاظعان يوشك من اسرع ان يلحق ، الاظعان جمع الظعينه وهى الهودج الذى يركبه المسافر ، واراد عليهالسلام سفر الآخرة.
القسم الثانى
عسى واخلولق وحرى ، ومعناها كلعل الترجى والاشفاق والتنبيه على امكان الامر ، كقوله تعالى : (عَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ) هذا للترجى ، و (عَسى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ) ـ ٢ / ٢١٦ ، هذا للاشفاق ، (فَعَسَى اللهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ) ـ ٥ / ٥٢ ، (فَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً) ـ ٤ / ١٩ ، (عَسى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقاماً مَحْمُوداً) ـ ١٧ / ٧٩ ، (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا