فِي الْأَرْضِ) ـ ٤٧ / ٢٢ ، وهذا الاخير للاشفاق ايضا ، وكقول على عليهالسلام : احبب حبيبك هونا ما عسى ان يكون بغيضك يوما ما ، وابغض بغيضك هونا ما عسى ان يكون حبيبك يوما ما ، الهون مصدر بمعنى الخفة ، وهو نعت للمفعول المطلق المحذوف ، اى حبا خفيفا لا فى الغاية ، وبغضا خفيفا لا فى الغاية.
والاخران اى اخلولق وحرى ليس لهما مثال فى التنزيل ، ومثالهما فى الكلام قليل ، ونقل سيبويه عن العرب : اخلولقت السماء ان تمطر ، وفى نهج البلاغة ، وطال الامد بهم ليستكملوا الخزى ويستوجبوا الغير حتى اذا اخلولق الاجل ، اى اخلولق الاجل ان ياتيهم ، وقال الرضى فى شرح الكافية : وقد يستعمل حرى زيد ان يفعل كذا بكسر الراء واخلولق عمرو ان يقوم استعمال عسى بلفظ الماضى فقط.
القسم الثالث
افعال الشروع ، وهى تدل على شروع الفاعل فى الفعل الذى ذكر بعدها ، وهى كثيرة اشهرها.
١ ـ طفق ، كقوله تعالى : (وَطَفِقا يَخْصِفانِ عَلَيْهِما مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ) ـ ٧ / ٢٢ ، اى آدم وحواء بعد اكل الشجرة المنهية ، (رُدُّوها عَلَيَّ فَطَفِقَ مَسْحاً بِالسُّوقِ وَالْأَعْناقِ) ـ ٣٨ / ٣٣ ، اى فطفق سليمان يمسح مسحا ، وقول على عليهالسلام فى الخطبة الشقشقية : وطفقت ارتئى بين ان اصول بيد جذاء او اصبر على طخيه عمياء.
٢ ـ جعل ، كقول على عليهالسلام : فجعلت اتبع مأخذ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فاطأ ذكره حتى انتهيت الى العرج ، اى شرعت فى اتباع مسيره فى الهجرة الى المدينة ، فاطا ذكره اى جعلت آخذ خبره فى المسير ، والعرج موضع قريب من المدينة على طريق الحاج ، وكقول الشاعر.
وقد جعلت قلوص بنى سهيل ١٥٤ |
|
من الاكوار مرتعها قريب |
ومنها انشا ، نحو قولك : انشا الشيخ يحدثنا ، واخذ وعلق وهبّ كما فى