١٤ ـ هب
فقلت اجرنى ابا خالد ١٨٨ |
|
والّا فهبنى امرءا هالكا |
فهبك عدوّى لا صديقى فربّما ١٨٩ |
|
رايت الاعادى يرحمون الاعاديا |
واعلم ان المذكورات بعد ظن كلها بمعنى ظن ، والمذكورات بعد علم بمعنى علم ، وقالوا : قد يستعمل خال وظن وحسب بمعنى علم ولا سيما ظن فقد فسروا ما فى التنزيل بظن العلم وظن الحسبان ، فانظر فان الامر موكول الى القرينة.
وههنا امور
الامر الاول
ان المقصود بالافادة بهذه الافعال معانيها لا الجمل التى تقع بعدها ، فان القائل : علمت زيدا عالما يخبر عن حالة قلبية لنفسه وهو علمه بنسبة هذه القضية ، اى زيد عالم ، وليس مقصوده بالاصالة ان يخبر بان زيدا عالم ، ولو كان لقال زيد عالم بلا ذكر علمت ، ويتفرع على ذلك ان كذب الكلام او صدقه دائر مدار مطابقة هذه الافعال وعدمها لا الجملة المدخولة ، اذ من الممكن ان يكون زيد عالم كذبا ، ولكنه اعتقد انه عالم فهو صادق فى اخباره ، وهذه بخلاف الافعال الناقصة والمقاربة ، فان معانيها معان حرفية راجعة الى نسبة القضية المدخولة ، وصدق الكلام او كذبه راجع الى تلك القضية ، فان القائل : كان زيد قائما يريد ان يخبر عن قيام زيد ، فصدق الكلام وكذبه دائر مدار ذلك.
وهذا سر نصب الجزئين بعد هذه الافعال وعدم تسميتها بالاسم والخبر دون تلك الافعال ، وذلك ليستشعر انهما بعدها فضلة كسائر المفاعيل ، وعمدة الكلام اى طرفا الاسناد هذه الافعال وفواعلها بخلاف الاسم والخبر فى سائر النواسخ فانهما