المبحث الثامن
فى المفعول المطلق.
وهو مصدر يوكد عامله او يبين نوعه او عدده ، وانما سمى بالمطلق لانه نفس الاثر المتحقق من الفاعل من دون تقييد ، والمفعول الحقيقى هو هذا المفعول لانه اثر الفاعل فان قولك : احسنت بمنزلة فعلت الاحسان ، وليس غيره كذلك ، ولا تاثير للفاعل فى تحققه ، بل يقع فعله به او فيه او له او معه ، نعم كثيرا يكون المفعول له فعلا لفاعل عامله ايضا كما ياتى بيانه.
والحاصل ان المفعول بلا قيد هو هذا المفعول ، ولكن حيثما ذكروه فانما ذكروه بقيد المطلق ، وعكسوا الامر فى المفعول به ، قال ابن هشام فى اوائل سابع المغنى : جرى اصطلاحهم على انه اذا قيل مفعول واطلق لم يرد الا المفعول به ، لما كان اكثر المفاعيل دورا فى الكلام خففوا اسمه ، وانما كان ذلك حق المفعول المطلق ، ولكنهم لا يطلقون على ذلك اسم المفعول الا مقيدا بقيد الاطلاق ، انته كلامه ، وهذا المفعول على ثلاثة اقسام : التاكيدى والنوعى والعددى.
القسم الاول
المفعول المطلق التاكيدى ، وهو ما يوكد عامله فقط ، ويقال له المبهم لعدم