وههنا امور
الامر الاول
ذكروا لجواز نصبه شروطا خمسة ، فان وجدت جاز نصبه وجره باحد الحروف التعليلية ، والا فيجب الجر باحدها ، والحروف التعليلية : اللام والباء ومن وكى وغيرها ، وياتى ذكرها فى المبحث الثانى عشر من المقصد الثالث ، وتلك الشروط :
١ ـ كونه مصدرا كما شوهد فى الامثلة ، والا وجب جره بالحرف نحو قوله تعالى : (وَالْأَرْضَ وَضَعَها لِلْأَنامِ) ٥٥ / ١٠ ، (هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً) ـ ٢ / ٢٩ ، (فَأَنْبَتْنا بِهِ حَدائِقَ ذاتَ بَهْجَةٍ) ـ ٢٧ / ٦٠ ، اى بماء السماء ، (وَلَوْ لا دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ) ـ ٢ / ٢٥١.
٢ ـ كونه من الافعال الباطنية لا الظاهرة الجارحية ، وهى افعال قلبية كالعلم والجهل والظن والاعتقاد والحسبان ، او واردات نفسية كالارادة والكراهة والجبن والغضب والرضا والخشية ، او حركات ادراكية كالتوهم والتفكر والتخيل والنظر ، او صفات نفسية كالاهتداء والضلال والكفر والايمان والحسد والشجاعة والبخل ، كما شوهد بعضها فى الامثلة.
ولكن هذا الشرط فيما كان المفعول له حصوليا سابقا على الفعل ، واما ان كان تحصيليا متاخرا عنه فلا ، ويجوز النصب مطلقا ، نحو ضربت ابنى تاديبا ، فانه يحصل بعد الضرب ، والتاديب هو تنظيم العمل طبقا لحكم الشرع ، ومنه قوله تعالى : (وَإِذْ قالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً اللهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذاباً شَدِيداً قالُوا مَعْذِرَةً إِلى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ) ـ ٧ / ١٦٤ ، فان معذرتهم عند الرب فى المعاد ، والمعذرة هى ذكر ما يدفع المواخذة.
٣ ـ كونه متحدا مع عامله زمانا ، نحو قوله تعالى : (بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا بِما أَنْزَلَ اللهُ بَغْياً) ـ ٢ / ٩٠ ، وقعدت عن الحرب جبنا ، فلا يجوز تاهبت سفرا ، بل للسفر ، لان السفر بعد زمان التاهب.