اى اعنى هذه العصابة ، وايتها مبنية على الضم كبناء اىّ وايّة فى النداء ، ولكن المقدر فى النداء ادعو او انادى ، وهنا اعنى ، وياتى بيانه فى مبحث حروف النداء فى المقصد الثالث.
الباب الثانى
فى التحذير ، وهو لغة توجيه احد نحو ما ينبغى اجتنابه ليجتنب ، وفى الاصطلاح هو نصب الاسم بفعل مقدر نحو احذر وبعد ودع وتجنب وامثالها بالمناسبة ، ويقال لذلك الاسم منصوب باب التحذير وهو على صور.
١ ـ ان يكون المنصوب ضميرا معطوفا عليه اسم ظاهر كقول على عليهالسلام : اياك والشك فانه يفسد الدين ويبطل اليقين ، والتقدير : بعد نفسك عن الشك وبعد الشك عن نفسك ، فحذف ما حذف ، وبقى اللفظان منصوبين ، ومثله قوله عليهالسلام : اياك والحرص فانه شين الدين وبئس القرين ، اياك والغضب فاوله جنون وآخره ندم ، اياك ومشاورة النساء فان رايهن الى افن وعزمهن الى وهن ، اياكم والغلوّ فينا قولوا انا مربوبون واعتقدوا فى فضلنا ما شئتم ، اياكم والبطنة فانها مقساة للقلب مكسلة عن الصلاة مفسدة للجسد ، اياك وحب الدنيا فانها اصل كل خطيئة ومعدن كل بلية.
٢ ـ ان يكون المنصوب ضميرا بعده جملة مصدرة بان الناصبة بتقدير من او عن ، كقول على عليهالسلام : اياك ان ترضى عن نفسك فيكثر الساخط عليك ، اياك ان تستكبر من معصية غيرك ما تستصغر من نفسك ، اياك ان ينزل الموت وانت آبق عن ربك فى طلب الدنيا ، اياك ان تحب اعداء الله او تصفى ودك لغير اولياء الله فانه من احب قوما حشر معهم ، اياك ان تغلبك نفسك على ما تظن (اى البقاء فى الدنيا الى مدة) ولا تغلبها على ما تستيقن (اى الموت) ، والتقدير فى هذه الصورة : بعد نفسك عن هذه الامور.