تنبيهان
١ ـ المعمول بين القوم تقدير المحذوف انشائيا كما شوهد فى الامثلة ، ولكن يجوز تقديره اخباريا ، نحو قولك لصديقك : التوانى التوانى ، اى احذرك عن التوانى ، وجاء اخباريا مذكورا فى قوله تعالى : (وَيُحَذِّرُكُمُ اللهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللهِ الْمَصِيرُ) ـ ٣ / ٢٨.
٢ ـ جاء التحذير بجملة اسمية او فعلية من دون تقدير شىء ، نحو (قُلْ نارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَوْ كانُوا يَفْقَهُونَ) ـ ٩ / ٨١ ، (وَلا تَجْعَلْ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ فَتُلْقى فِي جَهَنَّمَ مَلُوماً مَدْحُوراً) ـ ١٧ / ٢٩ ، (قُلْ أَفَأُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذلِكُمُ النَّارُ وَعَدَهَا اللهُ الَّذِينَ كَفَرُوا) ـ ٢٢ / ٧٢ ،.
الباب الثالث
فى الاغراء ، وهو لغة الحض على العمل ، وفى الاصطلاح هو نصب الاسم بفعل مقدر يفيد الترغيب والتقريب من شىء ، وهذا على خلاف التحذير ، لانه امر بالاجتناب وهذا امر بالارتكاب ، وله صورتان ليس فيهما ذكر المغرى بل يذكر المغرى به الذى يسمى منصوب باب الاغراء.
الصورة الاولى : التكرار بلا عطف ، كقول على عليهالسلام : الجهاد الجهاد عباد الله الا وانى معسكر فى يومى هذا فمن اراد الرواح الى الله فليخرج ، اى احضروا الجهاد ، وقوله : دينكم دينكم فان السيئة فيه تغفر والحسنة فى غيره لا تقبل ، اى احفظوا دينكم ، وقوله : الحذر الحذر فو الله ستر حتى كانه قد غفر ، وهذا اغراء بالحذر ، اى افعلوا الحذر ، وقول عمار رحمهالله فى الصفين : الرواح الرواح الى الجنة ، اى تاهبوا له ، ونحو الصلاة جامعة ، اى احضروها ، وجامعة حال ، وقولهم : الغزال الغزال ، اى ارمه ، الهلال ، اى انظروا اليه ، وقول الشاعر :
اخاك اخاك انّ من لا اخا له ٢٧٣ |
|
كساع الى الهيجا بغير سلاح |
وانّ ابن عمّ المرء فاعلم جناحه ٢٧٤ |
|
وهل ينهض البازى بغير جناح |