ايمانهم ، وقوله تعالى : (قُلْ لَوْ كانَ فِي الْأَرْضِ مَلائِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنا عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ مَلَكاً رَسُولاً) ـ ١٧ / ٩٥ ، مشى الملائكة فى الارض مطمئنين مفروض معلق عليه نزول ملك رسولا.
الفصل الرابع
الحال اما مقارنة واما غير مقارنة ، والاكثر كونها مقارنة ، والمقارنة مع عاملها فى الزمان ، وغير المقارنة يقال لها مقدرة ان كانت فى مستقبل عاملها ، ومحكية ان كانت فى ماضى عاملها.
مثال المقارنة قوله تعالى : (وَأَنَّهُ لَمَّا قامَ عَبْدُ اللهِ يَدْعُوهُ كادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَداً) ـ ٧٢ / ١٩ ، فان زمان القيام والدعوة واحد ، (يُرْسِلِ السَّماءَ عَلَيْكُمْ مِدْراراً) ـ ٧١ / ١١ ، فان زمان ارسال السماء ودره واحد ، والمراد بالسماء المطر ، (فَتَنادَوْا مُصْبِحِينَ) ـ ٦٨ / ٢١ ، فانهم تنادوا فى الصباح.
مثال المقدرة قوله تعالى : (لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرامَ إِنْ شاءَ اللهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لا تَخافُونَ) ـ ٤٨ / ٢٧ ، فان التحليق والتقصير انما هما بعد الدخول وبعد كثير من مناسك الحج ، (إِنَّا هَدَيْناهُ السَّبِيلَ إِمَّا شاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً) ـ ٧٦ / ٣ ، فان شكره بالطاعة او كفره بالمعصية يقع بعد الهدآية والبيان ، (ادْخُلُوها بِسَلامٍ آمِنِينَ) ـ ١٥ / ٤٦ ، (فَادْخُلُوها خالِدِينَ) ـ ٣٩ / ٧٣ ، فان الامن والخلود بعد الدخول ، ونحو مررت برجل معه صقر صائدا به غدا.
مثال المحكية قوله تعالى : (أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلامَ اللهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ) ـ ٢ / ٧٥ ، وقد كان الخ جملة حالية ، وسمعهم كلام الله اى التوراة وتحريفهم اياه قبل زمان رجاء المسلمين لايمانهم ، ونحو سافر زيد فى الصباح وقد كان مريضا امس.