الفصل الخامس
الحال اما مؤسسة واما مؤكدة والاكثر كونها مؤسسة ، وهى ما لها معنى غير معنى عاملها ، والمؤكدة ما لها معنى هو معنى عاملها.
مثال المؤسسة ما ذكر وقوله تعالى : (أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلى وَجْهِهِ أَهْدى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) ـ ٦٧ / ٢٢ ،.
مثال المؤكدة قوله تعالى : (فَتَبَسَّمَ ضاحِكاً مِنْ قَوْلِها) ـ ٢٧ / ١٩ ، (وَأَرْسَلْناكَ لِلنَّاسِ رَسُولاً) ـ ٤ / ٧٩ ، (وَلا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ) ـ ٢٦ / ١٨٣ ، (ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ) ـ ٩ / ٢٥ ، (وَلَّى مُدْبِراً وَلَمْ يُعَقِّبْ) ـ ٢٧ / ١٠ ، (ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلاً مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ) ـ ٢ / ٨٣ ، وكقول الشاعر.
اصخ مصيخا لمن ابدى نصيحته ٢٧٦ |
|
والزم توقّى خلط الجدّ واللّعب |
وقد تاتى مؤكدة لصاحبها ، كقوله تعالى : (وَلَوْ شاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً) ـ ١٠ / ٩٩ ، ونحو جاء القوم طرا وقد تاتى مؤكدة لمفاد الجملة ، نحو قوله تعالى : (هذِهِ ناقَةُ اللهِ لَكُمْ آيَةً) ـ ٧ / ٧٣ ، فان كون الناقة آية لهم يفهم من الجملة المتلوة ، وعاملها معنى الاشارة وصاحبها ناقة الله ، وكقول الشاعر :
انا ابن دارة معروفا بها نسبى ٢٧٧ |
|
وهل بدارة يا للنّاس من عار |
وياتى امثلة من الحال المؤكدة فى باب التاكيد من مبحث التوابع فى المقصد الثانى.
الفصل السادس
الحال اما حقيقية واما سببية ، والاكثر كونها حقيقية ، والحقيقية ما تبين صفة صاحبها ، والسببية ما تبين صفة ما يتعلق بصاحبها.
مثال الحقيقية ما قد مر وقوله تعالى : (فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ يَتَساءَلُونَ) ـ ٣٧ / ٥٠ ،.
ومثال السببية قوله تعالى : (وَجَزاهُمْ بِما صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيراً مُتَّكِئِينَ فِيها عَلَى