المبحث الخامس عشر
فى التمييز ، ويقال له المميز والتبيين والمبين ، وهو اسم رافع للابهام على معنى من البيانية ، فان قولك : طاب زيد نفسا ، اى طاب من جهة النفس ، واشتريت منوين سمنا ، اى منوين من السمن ، وبهذا القيد يمتاز عن غيره مما قد يفيد البيان كالنعت والحال وغيرهما فانه ليس على معنى من كما تقول : جاء ابنك التاجر فان هذا النعت يفيد بيانا لا على معنى من ، ويقال لما بين بالتمييز : المميز والمبين بصيغة المفعول ، وهو اما رافع لابهام النسبة واما رافع لابهام الذات كالمثالين المذكورين ، فنذكرهما فى فصلين.
الفصل الاول
فى التمييز الذى هو رافع لابهام النسبة ، اى نسبة حدث الى شىء ذى جهات يكون النسبة فى الواقع الى جهة من جهاته ، وانما يؤتى بالمنسوب اليه توطئة ، كقولك : طاب زيد ، فان نسبة الفعل الى زيد مبهمة لا يدرى اى جهة من جهاته طابت ، هل طاب نفسا او خلقا او عيشا او جسما او شغلا ، ام طاب كلا ، فترفع ابهامه بقولك : نفسا او عيشا او غير ذلك ، ويقال له : تمييز الجملة ايضا ، وهو على اقسام.