بعكاظ يغشى الناظري |
|
٣٢٠ ن اذا هم لمحوا شعاعه |
وهنا امور
الامر الاول
ان رفع التنازع وعلاجه باعمال احد العاملين فى المعمول المذكور المتنازع فيه وتقدير مثله للاخر وان كان مرفوعا ، او اعمال احدهما فى المتنازع فيه واعطاء ضميره للاخر وان لزم ارجاع الضمير الى المتاخر فانه فى هذا الباب مغتفر كمواضع اخرى ياتى ذكرها فى باب الضمائر فى المبحث السادس من المقصد الثانى ، ولكنه خلاف الاصل ، وباعتبار اعمال احد العاملين يسمى هذا الباب باب الاعمال ايضا ، ومثال اعطاء الضمير ما فى هذين البيتين.
جفونى ولم اجف الاخلّاء انّنى |
|
٣٢١ لغير جميل من خليلى مهمل |
اذا كنت ترضيه ويرضيك صاحب |
|
٣٢٢ جهارا فكن للغيب احفظ للعهد |
ثم ان نحاة الكوفة قالوا : ان اعمال العامل الاول اولى لسبقه على الثانى ، ونحاة البصرة قالوا : ان اعمال الثانى اولى لقربه من المعمول ، والكل حكموا بجواز كل منهما.
اقول : ان اعطى العامل المهمل ضمير المتنازع فيه فاعمال الاول اولى ، اذ يرجع الضمير الى المتاخر لفظا فقط ، نحو قد بغى واعتد يا عبداك لان عبداك من الجملة المعطوف عليها لانه فاعل بغى فرتبته متقدمة على الجملة المعطوفة اى اعتديا ، فهو متاخر لفظا لا رتبة ، بخلاف اعمال الثانى فان الضمير حينئذ يرجع الى المتاخر لفظا ورتبة نحو يحسنان ويسىء ابناك ، فان ضمير يحسنان يرجع الى ابناك وهو متاخر عن الضمير لفظا ورتبة لانه مع يسئ جملة معطوفة على يحسنان.