المبحث الثامن عشر
فى افعال التعجب.
والتعجب هو حالة تعرض على الانسان عند ادراك ما ليس بمعتاد او ليس بمتوقع ، وتلك الحالة انقباض ووقفة للروح البخارى عند ذاك الادراك ، ثم تزول تلك الحالة بمعرفة علل ذاك الامر غير المعتاد او غير المتوقع ، ويتبعه الضحك فى الاغلب ان كان معه عاقل آخر.
وانه تعالى منزه عنه اذ ليس محلا للحوادث ، وما وقع فى كلامه منه فانما هو باعتبار المخاطبين ، كما خاطب بقوله : (إِنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ أَإِذا كُنَّا تُراباً أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ) ـ ١٣ / ٥ ، وفى كلام العرب جمل واساليب تستعمل فى التعجب اشهرها صيغتان.
الاولى : ما افعله ، نحو قوله تعالى : (فَما أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ) ـ ٢ / ١٧٥ ، اى عجيب صبرهم على النار ، اى صبر العاصين على نار جهنم ، وصبرهم ليس بالاختيار بل عن الاضطرار ، وقول على عليهالسلام : ما اسرع الساعات فى الايام واسرع الايام فى الشهور واسرع الشهور فى السنة ، واسرع السنة فى العمر ، وقوله : ما ابعد الخير ممن همته بطنه وفرجه ، وقوله : ما اقرب الحياة من الموت وما ابعد الاستدراك من الفوت ، وقوله : ما اخسر من ليس له فى الاخرة نصيب ، وقوله : ما اكثر الاخوان