المبحث التاسع عشر
فى افعال المدح والذم ، وهى لانشاء المدح والذم ، ولها صيغ كثيرة ، منها صيغتان اصيلتان لا تستعملان الا فيهما ، هما نعم وبئس ، ولهما فى الاستعمال صور خمس.
الصورة الاولى نحو نعم الرجل زيد وبئس الشاب بكر ، فالاسم الاول فاعل الفعل ، والثانى بدل من الفاعل او عطف بيان له ، ويقال له المخصوص بالمدح او الذم ، ومنه قوله تعالى : (وَقالُوا حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ) ـ ٣ / ١٧٣ ، (أَنَّ اللهَ مَوْلاكُمْ نِعْمَ الْمَوْلى وَنِعْمَ النَّصِيرُ) ـ ٨ / ٤٠ ، فالمخصوص بالمدح محذوف للقرينة اى الله ، وكذا قوله تعالى : (وَلَقَدْ نادانا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ) ـ ٣٧ / ٧٥ ، اى نحن ، (إِنَّا وَجَدْناهُ صابِراً نِعْمَ الْعَبْدُ) ـ ٣٨ / ٤٤ ، اى ايوب ، (فَقَدَرْنا فَنِعْمَ الْقادِرُونَ) ـ ٧٧ / ٢٣ ، اى نحن ، وقول على نعم الطارد للشك اليقين ، نعم قرين العقل الادب ، نعم الزاد حسن العمل ، نعم الدواء الاجل ، نعم الطارد للهم الرضا بقضاء الله تعالى ، نعم زاد المعاد الاحسان الى العباد ، نعم صارف الشهوات غض الابصار ، نعم دليل الايمان العلم ، نعم وزير العلم الحلم ، نعم المحدث الكتاب ، ومراده كتاب الله ، نعم المعونة الصبر على البلاء ، نعم الحكم الله.
ومثال بئس قوله تعالى : (مَتاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْواهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهادُ) ـ ٣ / ١٩٧ ،