النوع الاول
الاضافة بمعنى فى ، وضابطها ان يكون المضاف اليه ظرفا للمضاف مكانا او زمانا نحو قوله تعالى : (بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ) ـ ٣٤ / ٣٣ ، (إِيلافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتاءِ وَالصَّيْفِ) ـ ١٠٦ / ٢ ، (وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقالَها) ـ ٩٩ / ٢ ، (أَخْرَجَ مِنْها ماءَها وَمَرْعاها) ـ ٧٩ / ٣١ ، (لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ) ـ ٢ / ٢٢٦ ، (قُلْ نارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا) ـ ٩ / ٨١ ، (وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) ـ ١١ / ١٢٣ ، (وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) ـ ٤٨ / ٤ ، وهذه النسب ظرفية.
قالوا : ان انعكس الامر وكان المضاف ظرفا للمضاف اليه فليس الاضافة بمعنى فى ، اذ لا يصح تقدير فى بينهما لان فى يدخل على الظرف لا على المظروف ، نحو قوله تعالى : (جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَها) ـ ١٣ / ٢٣ ، (قالَتْ نَمْلَةٌ يا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَساكِنَكُمْ) ـ ٢٧ / ١٨ ، (ما تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَها وَما يَسْتَأْخِرُونَ) ـ ١٥ / ٥ ، والاجل آخر المدة ، (فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ) ـ ٤٣ / ٨٣ ، (إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كانَ مِيقاتاً) ـ ٧٨ / ١٧ ، (لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ) ـ ٩٧ / ٣.
اقول : ان بدلنا التعبير وقلنا مكان الاضافة بمعنى فى : الاضافة الظرفية تشملهما ، ان قلت : ان بينهما النسبة اللامية ايضا ، قلت : لا باس باجتماع النسبتين بل النسب ، وياتى بيان ذلك.
نعم قد يكون المضاف او المضاف اليه ظرفا لا للاخر ، بل بينهما معنى من البيانية ، نحو قوله تعالى : (إِذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلى ذِكْرِ اللهِ) ـ ٦٢ / ٩ ، فان اليوم هو الجمعة ، وكذا (فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ إِلى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ) ـ ٣٨ / ٨١ ، او معنى اللام ، نحو قوله تعالى : (ما عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَما عِنْدَ اللهِ باقٍ) ـ ١٦ / ٩٦ ، فان عند ليس ظرفا للمضاف اليه ولا العكس ، لان مفاد عند مكان يقرب مما يضاف اليه حسيا او معنويا.