قطعا ، مع ان الالصاق يفهم من نفس المسح ، لانه اخص منه فلا حاجة لافادة معناه الى الباء ، واما قوله تعالى : (فَطَفِقَ مَسْحاً بِالسُّوقِ وَالْأَعْناقِ) ـ ٣٨ / ٣٣ ، فيحتمل التبعيض ، ويحتمل ان يكون فى الكلام قلب ، اى فطفق يمسح السوق والاعناق بيده او بالسيف على اختلاف التفسير.
المعنى الثالث عشر : القسم ، وياتى فى مبحث ادوات القسم فى المقصد الثالث.
المعنى الرابع عشر : التاكيد ، وياتى فى خاتمة الكتاب.
الفصل الثانى
فى معانى من ، وهى ستة.
المعنى الاول : الابتداء ، فيكون مدخولها مبدا مكانا او زمانا او غيرهما للفعل الذى تعلقت به ، وعلامتها وقوع الى بعدها داخلة على شىء آخر هو منتهى ذلك الفعل سواء اذكرت ام لا ، وان لم تقع بعدها الى تسمى بالنشوية ، ويطلق عليها الابتدائية ايضا ، وياتى ذكرها.
نحو قوله تعالى : (سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى) ـ ١٧ / ١ ، (لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ) ـ ٩ / ١٠٨ ، اى من اليوم الاول الى هذا اليوم ، (إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتابٌ كَرِيمٌ إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمانَ) ـ ٢٧ / ٣٠ ، اى من سليمان الى ، (يَعْلَمُ ما يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَما يَخْرُجُ مِنْها وَما يَنْزِلُ مِنَ السَّماءِ وَما يَعْرُجُ فِيها) ـ ٥٧ / ٤ ، اى ما يخرج منها الى فوق الارض ، وما ينزل من السماء الى الارض ، (لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ) ـ ٨٥ / ١١ ، اى الى منتهى مجراها ، قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ ـ ٦٢ / ٨ ، اى تفرون منه الى الحياة بزعمكم ، (وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) ـ ٦٦ / ١١ ، اى الى حيث لا يصل الىّ اذاهم ، وفى الحديث عن النبى صلّى الله عليه